توصلنا في هسبريس، عبر تنسيقية المعتقلين الإسلاميّين السابقين واللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميّين وتنسيقية الحقيقة للدفاع عن معتقلي الرأي والعقيدة، برسالة صادرة عن المعتقل بوشتى الشارف الذي سبق وأن وثّق بالفيديو تصريحات عن التعذيب بمعتقل تمارة السرّي. ويعرض الشارف، ضمن ذات الرسالة التي سرّبت من سجن سلا2، لما طله عقب مطالبته بفتح تحقيق نزيه فيما طاله من أعمال تعذيب امتدّت إلى إجلاسه عل "القْرْعَة".. إضافة لنوعية المعاملة السائدة بالسجن الذي يتواجد ضمنه حاليا.. وفيما يلي نصّ الوثيقة كما توصلت بها هسبريس. بوشتى الشارف رقم الاعتقال 155: من خلف أسوار سجن سلا 2 أكتب رسالتي هذه، بعد أن بح صوتي، أشكو الظلم والضيم، وبعد أن تم عزلي عن العالم الخارجي في زنزانة أشبه بزنزانة معتقل تمارة السري . ففي يوم 16 /5/ 2011 تم استدعائي من طرف إدارة سجن الزاكي بسلا 1، بعد ذلك تم إخباري بأنه سيتم نقلي إلى مخفر الشرطة من طرف الضابطة القضائية بسلا لرفع شكوى ضد من قام بتعذيبي، فأبديت استعدادي غير أنني طلبت منهم أن أغير ملابسي فما جوابهم إلا أن رموا بي في سيارة الشرطة بعنف أشبه ما يكون بعمليات الاختطاف التي طالت العديد من معتقلي ما يسمى ب "السلفية الجهادية". بمخفر الشرطة جيء بمن قيل أنه المحقق الذي تكلف بقضيتي في معتقل تمارة السري، غير أنني تفاجأت بأن رفع الشكوى لم يكن إلا تحقيقا، طيلة ذلك اليوم والأسئلة تتوالى علي: من الذي قام بتصويرك؟ وكيف صورت ؟ وبم صورت ؟ وكيف نشرت ؟ وبين سؤال وسؤال، يلمزني محقق تمارة وكله غيظ وحنق حيث قال لي متوعدا : "غادي نربيوْك على هاد الفيديوات". قبل الغروب بقليل تم تحويل الملف إلى وكيل الملك، وبعدها تم تحويلي إلى طبيب بمستشفى "السويسي" ليقوم بتشخيص العاهة التي أعاني منها بسبب التعذيب، هناك كانت خيبة أملي كبيرة، فالطبيب الذي أحالني على آخر قال أن ما بي من عاهة مرده إلى "مرض عضوي"، وأما الآخر فقد كان أشبه بالجلاد منه إلى طبيب، حيث عمد إلى العبث بعورتي بحضور أفراد فرقة الضابطة القضائية لامزا وهامزا، ومن حوله يسخرون مني. انتهى ذلك اليوم وتمت إعادتي إلى سجن سلا 2، وحين اعترضت على ترحيلي من سجن سلا "الزاكي" بهذا الشكل التعسفي أجابني آنذاك صوت الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع، فلم يكن ذلك اليوم إلا آخر أيام السلفية بسجن سلا "الزاكي". عشية 17 /5/2011 تعالى صراخ الإخوة الذين تم استقدامهم من سجن الزاكي، فقد كنت أسمع أصواتهم وجلادو السجن ينهالون عليهم بالهروات والعصي، واستمر الوضع على هذا الحال أزيد من شهرين، وكلما ظننت أن التعذيب انتهى إلا وفاجأني أنين أحدهم، العقاب كان جماعيا، فأنا لم أكن بالسجن ساعة الفوضى التي على إثرها عوقب الإخوة إلا أني عوملت معاملة من قد أجرم . 7 أشهر مرت على هذه الثلة المستضعفة، منعنا من المصاحف ونضرب إذا ارتفع صوت الآذان في بلد ألفنا أن نسمع فيه الآذان.. وما محاولة الإخوة الأربعة الانتحار إلا نتيجة واضحة لهذا الظلم المستشري. هذه رسالتي من قلب سجن أزكم فيه الظلم أنوف المستضعفين.. فحسبنا الله ونعم الوكيل . الشارف بوشتى من قلب سجن سلا 2 .