قالت المندوبية السامية للتخطيط، في بحث وطني جديد حول الهجرة الدولية، نشرته الخميس، إن الدافع الرئيسي ل53.7 في المائة من المهاجرين المغاربة الحاليين هو البحث عن شغل أو تحسين ظروف معيشتهم. وذكرت المندوبية أن التعليم أو مواصلته يأتي في الرتبة الثانية كأحد الأسباب بنسبة 24.8 في المائة، فيما ورد التجمع العائلي أو الزواج في المرتبة الثالثة من طرف 20.9 في المائة من المهاجرين الحاليين، ولاسيما لدى النساء ب48.7 في المائة، مقابل 8 في المائة لدى الرجال. واعتمدت المندوبية في هذه الدراسة على عينة تضم 15.076 أسرة، منها 8.144 أسرة تضم مهاجرين حاليين و4.072 أسرة تضم مهاجرين عائدين و2.860 أسرة تضم أشخاصاً غير مهاجرين. وتم تجميع معطيات البحث ما بين غشت 2018 ويناير 2019. وتُفيد معطيات الدراسة بأن أكثر من ثلثي المهاجرين الحاليين ذكور، فيما تصل نسبة النساء أعلى مستوياتها في الفئة العمرية 30-39 سنة ب34.4 في المائة، والأدنى من بين الفئة العمرية 60 سنة فما فوق ب2.9 في المائة. وأوردت المندوبية أن 33.6 في المائة من المهاجرين الحاليين يتوفرون على مستوى التعليم العالي، 24.5 في المائة منهم أكملوا هذا المستوى و9.1 في المائة لم يكملوه؛ فيما تبلغ نسبة الحاصلين على المستوى الثانوي التأهيلي 17.4 في المائة، أما نسبة المهاجرين الحاليين الذين لا يتوفرون على أي مستوى تعليمي فتناهز حوالي 10.2 في المائة. الجنسية المزدوجة ويكشف البحث أيضاً أن أكثر من 7 من كل 10 مهاجرين حاليين، بنسبة تصل إلى 71.9 في المائة، يحملون الجنسية المغربية فقط، و27.4 في المائة لديهم جنسية مزدوجة. وتسجل النساء في هذا الصدد نسبة أكبر من الرجال بنسبة 33.3 في المائة و24.6 في على التوالي. وبخصوص التوزيع الجغرافي، يتبين من معطيات المندوبية السامية للتخطيط أن فرنسا وإسبانيا وإيطاليا تستقطب ثلاثة أرباع هؤلاء المهاجرين، بحيث تبرز أوروبا كوجهة أساسية للهجرة بنسبة تبلغ 86.4 في المائة. وتأتي فرنسا في المرتبة الأولى كوجهة للمهاجرين المغاربة بنسبة 31.1 في المائة، متبوعة بإسبانيا (23.4 في المائة) وإيطاليا (18.7 في المائة)، أما أمريكا الشمالية فتجذب 7.4 في المائة من المهاجرين الحاليين، 3.8 في المائة بالنسبة لكندا، و3.6 في المائة للولايات المتحدةالأمريكية، والدول العربية بنسبة 4.2 في المائة. تحويل الأموال حسب المندوبية فقد صرح أكثر من 4 من أصل 10 مهاجرين، بنسبة تمثل 42.3 في المائة، بأنهم قاموا بتحويل الأموال إلى أفراد من أسرهم أو إلى أشخاص آخرين في المغرب في ال 12 شهرا قبل التي سبقت البحث. ويعتبر المهاجرون الحاليون المقيمون في الدول الأوروبية الأكثر تحويلًا للأموال إلى المغرب بنسبة 55.3 في المائة، يليهم المهاجرون من الدول العربية بنسبة 45.5 في المائة. وأوضحت دراسة المندوبية أن المستفيدين من هذه التحويلات هم بالدرجة الأولى الآباء بنسبة 69.9 في المائة، مع امتياز لصالح الأم بنسبة 38.1 في المائة مقارنة مع الأب بنسبة 31.8 في المائة، يليهم الزوج أو الزوجة بنسبة 17.5 في المائة، ثم أشخاص آخرون في بنسبة 9.3 في المائة. وأفاد أغلب المهاجرين الحاليين بنسبة تصل إلى 80.3 في المائة بأنهم قاموا بتحويل الأموال إلى المغرب أكثر من مرة واحدة في السنة، و19.7 في المائة مرة واحدة فقط. الاستثمار في المغرب لا يبدي المغاربة المهاجرون أي رغبة في إنجاز مشاريع استثمارية في بلدهم، فنسبة من قاموا بذلك لا تتعدى 3.9 في المائة. وترتفع هذه النسبة مع التقدم في السن بعض الشيء. وتفضل الأقلية المستثمرة من الجالية توجيه مشاريعها إلى العقار بنسبة 40.7 في المائة، والفلاحة بنسبة 19 في المائة، والبناء بنسبة 16.6 في المائة، والتجارة بنسبة 5.5 في المائة، والمطاعم والمقاهي بنسبة 4.5 في المائة. أما بخصوص الأسباب التي تعيق استثمار المهاجرين الحاليين في بلدهم الأصلي فتُعزى حسب المندوبية بشكل خاص إلى قلة أو عدم كفاية رأس المال، ثم الإجراءات الإدارية المعقدة، والدعم المالي الضعيف أو نقص الحوافز الضريبية، ثم الرشوة والمحسوبية، وأخيراً ضعف خبراتهم وتكوينهم.