للسنة الثانية على التوالي، كان الفنان الكوميدي حسن الفذ في الموعد، نهاية هذا الاسبوع بباريس، مع جمهوره في "ليلة للضحك من أجل التضامن"، ورفع تحدي إعادة الابتسامة المشرقة إلى الأطفال في وضعية صعبة بالمغرب والذين هم في أمس الحاجة إليها. ويكون الفنان حسن الفذ من خلال رعايته لهذا الحدث الخيري، الذي يقف وراءه شباب مغاربة من الجمعية الفرنسية "كيب اسمايلين" (لنبقي على الابتسامة)، قد استهدف مطمحين; أولهما مساعدة الجمعية الفرنسية في تمويل المركز الذي أعطت انطلاقة العمل به في أكتوبر 2010 بمراكش لاستقبال الأطفال في وضعية صعبة، وثانيهما دعم الشباب المقبلين على احتراف فن الكوميديا، بمنحهم فرصة الظهور معه على خشبة المسرح. وكما حدث السنة الماضية، تمكن شباب مبتدئون في ممارسة فن الكوميديا بفرنسا و بغيرها، من الاستفادة من "نجومية" الفنان المغربي والحصول على فرصة تقديم عروضهم في الجزء الثاني من برنامجه أمام جمهوره العريض. التضامن مع الأطفال ودعم المواهب الشابة وقد استدعت هذه العروض، التي تم إنجازها تحت الإشراف الفني لحسن الفذ وبتقديم تغلفه مواقف ساخرة للكوميدية المغربية بديعة الصنهاجي، تفاعل الجمهور الذي بات يعرف بعضا من أساليب الكوميديا التي يتميز هذا الطرف أو ذاك كالمغربيين نبيل الدكالي ودجال أو التونسية سامية أوروسمان. ولم يخرج عن هذا التفاعل، خصوصا بعد العرض "المبهر" للفنان حسن الفذ، الضيوف الجدد على خشبة هذا اللقاء كدنيا بوتازوت وإلياس تيو تيو ونادية روز وطارق. وبموجة من التصفيق كان الجمهور قد استقبل الفذ الذي قدم مقتطفين حصريين من عرضه المقبل "طويل وازوين" الذي سيكون الجمهور بالمغرب مع عرضه الأول في أبريل المقبل. وبنفس روح الدعابة، قال الفذ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الشخصية التي يقدمها في هذا العرض لا علاقة لها إطلاقا بشخصيته "جميل ... ربما، ولكن طويل .. في إشارة ساخرة إلى قصر قامته". فكاهة من أجل التضامن ولا يستغرب الكوميدي المغربي كون غالبية جمهوره من الطلبة الذين يتابعون دراساتهم الجامعية بفرنسا، وهو الحريص دوما على إشراك الشباب في أعماله، كما هو الشأن بالنسبة لهذه الأمسية التي غدت حدثا وموعدا سنويا يلتقي فيه "فنانون متضامنون"، يسعون بالفكاهة ومن خلالها إلى دعم "قضية مشتركة ونبيلة ". وبرأيه بمقدور الفن الكوميدي أن يكون جسرا لبث روح التضامن بين الأجيال حول قضايا إنسانية نبيلة، ويرجع حسن الفذ ارتباطه بجيل الشباب إلى الفترة التي كان يدرس فيها الفن التشكيلي، حيث اشتغل كثيرا مع المبتدئين، موضحا أن حماسة الشباب وما ينبع عنهم من روح ندية مليئة بكل الاحتمالات تمثل مصدر إلهام لإثراء وإغناء الاشتغال الفني أيا كان مجاله. وحسن الفذ الذي انتقل من عالم التشكيل لينخرط في عالم الكوميديا منذ 1998 ، يؤكد تلك العلاقة الحية والحميمة بين مختلف الفنون، موضحا أن الفنون الجميلة تثقف العين أما الدعابة فتستند إلى التحليل والمراقبة" وهما معا، برأيه، تحركهما نفس المعايير الفنية والجمالية. ضحك عفوي وصادق ويحرص الكوميدي المغربي على الدعوة إلى فكاهة "عفوية" و"صادقة" قابلة للاقتسام مع الآخر بدون تبجح" ومستخلصة في روحها من الواقع المغربي ومتفاعلة مع محيطه والعالم من حوله، بدءا من تلك التفاصيل الصغيرة وصولا إلى المواضيع الكبرى المصيرية التي تصنع التاريخ وتحدد الهوية. ولابأس برأيه أن يستمر فعل الإضحاك من خلال المواقف الهزلية والساخرة على أن يتم ذلك بذكاء أي خدمة لقضايا هامة. يشار إلى أن جميع أرباح هذه الأمسية الثانية لل"ضحك المتضامن"، والتي تدعمها بباريس جمعية "كيب اسمايلين"، سيتم ضخها لتشغيل مركز الاستقبال والإدماج الاجتماعي والمدرسي المفتوح بمراكش خدمة لأطفال وأسر المدينة القديمة. وبحسب زكريا بلعمري رئيس جمعية "كيب اسمايلين"، يمثل هذا الحدث السنوي "فرصة لمواصلة اشتغال هذا المركز الذي يمثل شعاع أمل لمئات من الأطفال الذين نشتغل معهم يوميا، ولم يكن هذا الأمر ممكنا لولا دعم الجمهور العريض ومساهمة شركائنا من الفنانين الكوميديين وعلى رأسهم الفنان حسن الفذ". يذكر أن جمعية "كيب اسمايلين"، التي تأسست سنة 2005 بمبادرة من المغاربة المقيمين بفرنسا، توجه خدماتها لفائدة أطفال الشوارع في المغرب من خلال مركز للاستقبال وإعادة الإدماج الاجتماعي والمدرسي بمراكش، وبرنامج شراكة وتعاون مع شركائها المحليين.