ما زالتْ أشغالُ ترميم المعلمة التّاريخية النادي البحري "كلوب" بالنّاظور، التي باشرتها وكالة "مارتشيكا"، مُعلّقة منذ أشهر دونَ تقديم توضيح حول الأمر، مما أثار استياءَ عددٍ من الفاعلين الجمعويين، الذين كانوا وراءَ إيقاف تنفيذ عمليّة هدم هذه المعلمة التاريخية، التي كانت الوكالة قد وضعتها سابقا على جدولِ أعمالها. وفي هذا الصّدد يقول فهد كردي، وهو فاعل جمعوي وأحد أعضاء اللجنة المدنية للدفاع عن المعلمة التاريخية النّادي البحري، إن "النّادي يُشكّل في الذّاكرة التّاريخية للناظور أحد أهمّ الملامح العامّة للمدينة، وكانت وكالةَ "مارتشيكا" تُخطّط لهدمه في سياستها الرّامية إلى توسيع كورنيش النّاظور، قبل أن ينبريَ لذلك المجتمعُ المدني الذي أقنعَ، بعد سلسلة من الاحتجاجات، الجهاتِ المسؤولةَ بالقيام بعمليّة ترميم المعلمة التّاريخية بدل هدمها". وأضاف كردي، في تصريح لهسبريس، أن "المجتمع المدني تمكّن من تسجيل النّادي البحري في قائمة التّراث الوطني بعد مراسلة وزارة الثّقافة وتقديمٍ ملفّ كامل عن المعلمة التّاريخية التي يعود إنشاؤها إلى عهدِ الاستعمار الإسباني، فأصبحَت البنايةُ، بموجبِ ذلك، محميّةً قانونيا، مما جعلَ مسؤولي وكالة "مارتشيكا" يقرّرون ترميمها بدل هدمها". أشغالَ عملية الترميم التي باشرتها الوكالة، يضيف كردي، "لم تحترم معايير المحافظة على شكل المعلمة التّاريخية السّابق، ذلك أنّها غيّرت بعض ملامحها على نحوٍ يتنافى مع المُتّفق عليه في المشروع، وهذا بطبيعة الحال لا يقبله المجتمع المدني، الذي دعا إلى ترميم البناية بتثبيت أعمدتها المتآكلة وإصلاح بعض جوانبها. لكن المُشكل المطروح حاليًا هو أكثر من ذلك، ويتعلق بالمصير المجهول الذي ينتظر المعلمة بعد توقّف أشغال ترميمها، مما يزيد من حدّة قلق المجتمع المدني. من جهته، وصف الفاعل الجمعوي حكيم شملال تعليق أشغال ترميم النادي البحري بالقرار غير الواضح، الذي من شأنه أن يُعيد الجدل بخصوص هذه القضية إلى الواجهة مُجدّدًا بعدما تمّ طيّها بمشروع التّرميم الذي اقتنعت به وكالة "مارتشيكا" بفعل ضغوطات المجتمع المدني. ودعا شملال إلى إعادةِ الاعتبار إلى النّادي البحري، الذي يُعدّ من أهمّ البنايات التّاريخية القديمة بمدينة الناظور، وأحد رموزها المشهورة في الملصقات والبطاقات البريدية المُعرِّفة بالمدينة. كما طالبَ المتحدث ب"تحويل البناية إلى مُتحفٍ أو معرضٍ يضمّ صورًا لتاريخ مدينة الناظور أو نادٍ عامٍ يضمّ أنشطة ثقافية تهمّ المدينة، وسيكون ذلك أليق بهذه المعلمة؛ لكن مع الأسف، لمسنا في وكالة "مارتشيكا" نيّة واضحة في هدمٍ البناية على حسابِ أهدافٍ تجارية محضة، مما يساهم في طمس الملامح العامة المُشكّلة لهوية المدينة". وكانَ قرارُ هدمِ بناية النّادي البحري من طرف وكالة "مارتشيكا"، ضمن مشروع توسيع كورنيش الناظور، قد خلقَ جدلًا واسعا في أوساط المجتمع المدني، بعد توصّل خبرة لجنة خاصة إلى نتيجة مفادها أن البناية مُهدّدة بالانهيار بفعل تآكل أعمدتها التي يعود تاريخ تشييدها إلى أربعينيات القرن المنصرم.