تسببت التساقطات الأخيرة التي عرفها إقليم الفقيه بن صالح على غرار باقي مدن وأقاليم المملكة، في الرفع من وتيرة انتقادات فعاليات جمعوية ومدونين للوضع التنموي الهش بعدد من الجماعات الترابية التابعة الى الإقليم. ودعا ربيع مجيد، فاعل جمعوي من سوق السبت أولاد النمة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك الى توثيق هذه اللحظات بصور وفيديوهات من أجل الكشف عن هشاشة البنية التحتية لعدد من الأحياء المهمشة خاصة منها حي الرجاء02 والانارة وحي كريم وسيدي بنعدي.. وكتب ربيع إننا نستغل المناسبة لندعو مجلسنا الجماعي للقيام بجولة ميدانية بأحياء المدينة.. ولا بأس أن نذكر بحجم المعاناة الحقيقية التي تكابدها ساكنة حي الرجاء 2 ( الدرانحة) حاليا بفعل المستنقعات والأوحال التي يغرق فيها الحي دون أن يلقى مطلب فك العزلة أي أذان صاغية خاصة فيما يتعلق بشق الطرق في انتظار استفادة الحي من مشروع تبليط الأزقة مطلع السنة القادمة. وكان الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الانسان بسوق السبت، قد سجل في بيان له هشاشة البنيات التحتية خاصة على مستوى شبكات صرف المياه والتطهير السائل وعدم فاعلية أغلبها بسبب الأتربة والأوحال المتراكمة داخلها ما يؤدي في غالب الأحيان الى انسدادها بشكل شبه تام خاصة بالأحياء ناقصة التجهيز. وفي سابقة من نوعها على المستوى المحلي، ولتشخيص الواقع ذاته، احتفلت فعاليات مدنية، الأحد الماضي، بطريقة ساخرة، بعيد ميلاد “حفرة” مرّ على تواجدها حوالي سنة بوسط شارع تجاري، في خطوة احتجاجية سلمية جديدة تروم إيصال رسالة المجتمع المدني إلى المسؤولين بعد طول انتظار الساكنة لإصلاح ما يمكن إصلاحه، بحسب ما أورده ربيع مجيد. وأكد نور الدين الخياري، رئيس جمعية حي النخلة للتنمية والتضامن، أن هناك فعلا خصاص على مستوى البنية التحتية، وهناك حاجة ماسة الى إعادة تأهيل الحي بشبكة جديدة للصرف الصحي، وهناك معاناة للساكنة كلما تهاطلت الأمطار، إلا أن انخراط المجتمع المدني بتنسيق مع السلطات المحلية والمجلس الجماعي في حملة بيئية، مكّن هذه المرة من تجاوز عدة إكراهات كانت تتسبب في بعض المشاكل للساكنة، خاصة منها انسداد بالوعات مياه الامطار. ودعا الخياري كافة الجهات المعنية بالتنمية المحلية من مجلس جماعي و مجلس إقليمي ومجلس الجهة وسلطات العمالة الى التعاون لتأهيل المدينة، وفك العزلة عن مختلف الأحياء التي تشكو من الهشاشة على مستوى الأزقة والشوارع وشبكات الربط الاجتماعي.. وأوضح بلكاسم الوستيتي، رئيس المجلس الجماعي لسوق السبت، أن عددا من أزقة الأحياء في حاجة فعلا الى التبليط، وأن المجلس الجماعي يعي بجدية هذا الوضع ولم يتوان في البحث عن شركاء من أجل تمويل المشروع الذي يتطلب امكانات مادية تفوق ميزانية الجماعة. وأضاف أن عددا من الحفر التي أشارت إليها الفعاليات الجمعوية تمّ إصلاحها، وأحيانا بإمكانيات ذاتية، وأن المجلس الجماعي أعد طلب سند خاص بالموضوع ذاته، مشيرا إلى أن العديد من أغطية بالوعات الصرف الصحي ومياه الأمطار تتعرض للسرقة دون التمكن من معرفة الجهة التي تقف وراء العملية، ما يستدعي المزيد من التوعية والمراقبة. وانتهى المسؤول ذاته بالإشارة إلى أن المجلس الجماعي بادر في إطار استعداداته لمواجهة موجة البرد والتساقطات الى تعزيز اليد العاملة بالمدينة تحسبا لأي احتمالات ممكنة، كما نسق مع كافة الجهات المتدخلة من سلطات محلية ومسؤولين عن التدبير المفوض للتفاعل مع مطالب المواطنين طيلة الفترة.