كشفت معطيات جديدة حصلت عليها هسبريس من مهنيين عاملين في القطاع العقاري بالمغرب أن محمدا الوردي نجح في جمع أموال كثيرة من ضحاياه، انطلاقا من العاصمة الفرنسية باريس. وذكر مصادر هسبريس أن الوردي حاول، خلال سنتي 2010 و2011، تسويق مشاريعه العقارية الوهمية؛ لكنه كان يصطدم برفض مجموعة من شركات التسويق العقاري الترويج لمشاريعه، بسبب عدم توفره على التراخيص اللازمة لبناء مجمعاته السكنية. وأوضحت المصادر ذاتها: "لقد تبيّن لمجموعة من شركات التسويق أن شركة "باب دارنا" وباقي الشركات التابعة لها لم تكن تتوفر على شواهد الملكية العقارية للأراضي التي كان يقول رئيسها إنها ستحتضن هذه المشاريع؛ وهو ما دفعه إلى المشاركة في مجموعة من المعارض المغربية العقارية الدولية، من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من المبيعات". وأضافت المصادر: "أقدم محمد الوردي على المشاركة في معرض "سماب إيمو" بباريس، وهناك حطّم كافة الأرقام عبر تسويق مجموعة كبيرة من الشقق السكنية والفيلات لمغاربة العالم، على الرغم من أنه لا يتوفر في واقع الأمر سوى على مجسمات هذه المشاريع. وقد قمنا بتحذير المسؤولين من هذا الأمر، الذي كان الجميع يعلم أنه سيتسبب في فضيحة كبرى، وهو ما كان بالفعل". وأوردت المصادر ذاتها أن الوردي كان يقوم بحجز مساحة كبيرة تفوق الخيال، وكان يوظف كافة الطرق لجذب الزبناء عبر عروض بيع تقل عن سعر الكلفة أحيانا، كما حدث في مشروع شراء شقتين والحصول على ثالثة مجانا. واستطردت مصادر هسبريس: "لقد حصل ما كنا نخشاه، ففي السنة الموالية بدأ الضحايا يتجمهرون في مجموعة من المعارض العقارية المغربية بأوروبا، ويرفعون شعارات ضد مسؤولي هذه الشركة وآخرين، للاحتجاج على عملية النصب التي تعرضوا لها؛ وهو ما أثر على إشعاع هذه التظاهرات، وعلى معاملات الشركات الوطنية المشاركة فيها".