بعد الانتقادات التي وجهت إلى الحكومة بشأن فاجعة "حافلة تازة"، والتي راح ضحيتها 17 شخصاً، قال وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، عبد القادر اعمارة، إن الطريق التي وقعت فيها الحادثة بمواصفات عالمية. ووقعت فاجعة انقلاب حافلة بالطريق السيار الرابطة بين فاسوتازة تزامنا مع الأمطار الغزيرة بالمنطقة، التي يحتمل أن أنها ساهمت في انحراف الحافلة عن مسارها، وانقلابها في موقع شديد الانحدار، ما أدى إلى تناثر أجزائها ومقاعد الركاب الذين كانوا على متنها. وأوضح وزير التجهيز والنقل والوجستيك والماء، جوابا عن سؤال تقدم به الفريق الاستقلالي بمجلس المستشارين، حول "استعدادات الحكومة خلال فصل الشتاء في ما يخص البنيات التحتية"، اليوم الثلاثاء، أن وزارته تتخذ في بداية كل فصل شتاء عدة إجراءات، من بينها توجيه نشرات إنذارية على القنوات الإذاعية وتطبيقات التواصل الاجتماعي، لتنبيه السائقين إلى ضرورة اتخاذ احتياطات خلال رحلات السفر. وأكد اعمارة أن القطاع الوصي على النقل بصدد تشديد المراقبة على المقتضيات القانونية الخاصة بسياقة الحافلات، مقرا بوجود عدة تجاوزات وثغرات في هذا المجال. وأضاف الوزير ذاته أن الحكومة رفعت تدخلاتها في موسم الشتاء والثلج من 17 إقليما سنة 2009 إلى 27 إقليما في الوقت الحالي؛ بالنظر إلى التغيرات المناخية الشديدة التي شهدتها المملكة في السنوات الأخيرة. وتفيد المعطيات التي قدمها الوزير بأن تدخلات وزارة النقل تهم 132 جماعة و1730 مركزا لفائدة 736 ألف مواطن، موردا أن الحكومة "تقوم بتعبئة موارد مالية وبشرية مهمة ترتبط بإزاحة الثلوج والتدخل السريع وتوفير التطبيب وتوزيع المواد الغذائية والتكفل ببعض الحالات الاستثنائية، مثل النساء الحوامل". في الصدد ذاته، حمل الفريق الاستقلالي بالغرفة الثانية مسؤولية فاجعة انقلاب "حافلة تازة" لتهور السائق. وقال رئيس الفريق عبد السلام اللبار: "ماشي الطريق هي السبب، لكن قضي الأمر، والمهم الآن هي الأرواح.. هذا يسيء إلى سمعة الوطن ويخلف كوارث اجتماعية". ودعا المستشار البرلماني الحكومة إلى مضاعفة الجهود بالنسبة للمنعرجات والطرق الصعبة، وتشديد المراقبة على سائقي الشاحنات والحافلات لردع التصرفات غير المسؤولة. فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين دعا بدوره إلى عقد اجتماع عاجل للجنة الداخلية والجماعات الترابية والبنيات الأساسية، إثر حادثة السير المميتة التي وقعت مساء الأحد بالطريق السيار بين تازةوفاس، على مشارف "واد أمليل"، وأودت بحياة 17 شخصا. ودعا كريم الهمس، رئيس الفريق، في مراسلة موجهة إلى رئيس اللجنة المذكورة، إلى "عقد اجتماع مستعجل بحضور وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، وذلك إثر حادثة السير المميتة التي أودت بحياة مجموعة من الأشخاص الأبرياء، وإصابة مجموعة أخرى منهم، نتيجة اصطدام بين حافلة لنقل الركاب وسيارة خفيفة".