فتح أهالي معتقلي حراك الريف قلوبهم للحضور في ندوة نظمها الائتلاف الديمقراطي من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وفك الحصار عن الريف، وسرَدوا جزءا من معانتهم اليومية منذ لحظة اعتقال أبنائهم، على خلفية أحداث الريف. أحمد الزفزافي، والد ناصر الزفزافي، أحد أبرز وجوه حراك الريف، قال إنّ الحراك لم ينته بعد، على الرغم من خفوته، ذاهبا إلى القول إن الانتفاضات الشعبية التي تشهدها عدد من دول المنطقة، كالسودان ولبنان والعراق، هي امتداد لحراك الريف. الزفزافي الأب أعاد سرْد كرونولوجيا اعتقال ابنه ناصر، حيث قال إن عملية اعتقاله تمّت في منطقة تسمى الحرش، نواحي الدرويش، وأنه "تعرض لتعذيب شديد خلال عملية الاعتقال، وفي الطريق أثناء نقله إلى مدينة الحسيمة"، على حد تعبيره. واستطرد المتحدث ذاته: "ناصر كان نائما أثناء عملية اعتقاله، وهذا موجود في محضر الشرطة، فكيف يمكن أن يقاوم أربعة وخمسين شخصا من القوات العمومية، لكي يقولوا إنه قاومهم"، مضيفا "ضربوه مزيان وتكرفصو عليه مزيان". وتحاشى الزفزافي الأب سرْد تفاصيل ما تعرض له ابنه، قائلا "أستطيع فقط أن أتحدث عن التعذيب الذي تعرض له ولا أقول شيئا آخر مِن الذي قاله في التسجيل الصوتي، والذي لم يستطع قوله أمام المحكمة إلا بعد أن طلب من رئيس الجلسة أن تغادر أمه القاعة، حتى لا تسمع تفاصيل ما تعرض له". واعتبر الزفزافي أنّ المقطع الصوتي، الذي بعثه ناصر الزفزافي من داخل سجن رأس الماء إلى الرأي العام والذي أدان فيه حرق العلم المغربي في تظاهرة بفرنسا، "كان فرصة للدولة المغربية لاختيار المسار الصحيح لمعالجة قضية معتقلي حراك الريف، ولكنها أضاعته"، على حد تعبيره. وبالرغم من المعاناة التي تتجرعها عائلات معتقلي حراك الريف، فإن الزفزافي قال إنّ العائلات ستظل صامدة خلف أبنائها، مضيفا "الحراك كان سلميا، وقد أحرجنا الدولة والنظام والحكومة وطنيا ودوليا". من جانبها، أكدت أم ناصر الزفزافي مساندة أهالي معتقلي حراك الريف لأبنائهم، قائلة "عمّري غادي نسمح فناصر ديالي، الوالد ديالي كان كيقولّي عنداك تحني راسك، وأنا غادي نموت هايدا وما نموتش حانيا"، مضيفة "أنا غادي نمشي لقبري نقية وهم (تقصد المسؤولين) غادين يمشيو موسخين بذنوب عباد الله". وانتقدت أم ناصر الزفزافي بشدة كلا من محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، متهمة إياه بالكذب، وأمينة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، التي قالت عنها "بوعياش استدعتنا، وكنا نعقد عليها آمالا، ولكن خيبت آمالنا، هاديك خصها تمشي لدارها لا ما قداتشي على هادشي". أم نبيل أحمجيق، وهو من أبرز قيادات حراك الريف، قالت بدورها إن المعتقلين "تعرضوا للتعذيب وما زالوا يُعذبون إلى حد الآن، ويسمعون كلمات قدحية مثل انفصاليين، ويجرّونهم في ممرات السجن لكي يحطوا من كرامتهم أمام السجناء، ولكن أبناءنا هم رجال، وشرفونا لأنهم يضحون من أجل بلدهم، ولم يقولوا إلا الحق، ولم يطالبوا إلا بمطالب مشروعة". وطالبت أم نبيل أحمجيق الدولة بالتحلي بالحكمة، لحل مشكل معتقلي حراك الريف، قائلة "كنطالبوا الدولة تخدم عقلها، حيتْ أولادنا خرجوا غير يدافعوا على الملف المطلبي اللي خاص يتحقق"، وتابعت "علاش يحيدو لهم حوايجهم، هادي غابة وليست دولة". وختمت كلمتها بالقول: "ولادنا شرفاء، خرجو يحتجو حيت جاتهم الغيرة على بلادهم، هم وطنيون، وكيدافعو على بلادهم باش تزيد للقدام، إيلا كان الوطن غادي للهاوية أشمن مصلحة غادي تربح الدولة".