أفادت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بأن مستويات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، وهي ثاني أكسيد الكربون والميثان وثنائي أكسيد النتروجين، قد سجلت رقما قياسيا جديدا مرة أخرى. وحذرت المنظمة، في بيان لها، من أن هذا الاتجاه المستمر على المدى الطويل يعني أن الأجيال المقبلة ستواجه تأثيرات حادة ومتزايدة لتغير المناخ؛ منها ارتفاع درجات الحرارة وطقس أكثر تطرفا وإجهاد مائي وارتفاع مستوى سطح البحر واختلال النظم الإيكولوجية البحرية والبرية. ووفقا لنشرة غازات الدفيئة الصادرة عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، منذ عام 1990، تسبب ما يسمى بالغازات الدفيئة "طويلة العمر" في زيادة بنسبة 43 في المائة في إجمالي التأثير الإشعاعي - تأثير الاحترار على المناخ. ومن هذه الغازات، تشير المنظمة إلى أن ثاني أكسيد الكربون يمثل حوالي 80 في المائة. وأوضحت الوكالة أن ثاني أكسيد الكربون ضار بشكل خاص في سياق ظاهرة الاحتباس الحراري؛ لأنه يظل في الجو لقرون عديدة وفي المحيطات لفترة أطول. ووجّه بيتري تالاس، الأمين العام للمنظمة، نداء إلى الحكومات لبذل المزيد من الجهد لعكس اعتماد البلدان على إنتاج الطاقة من الوقود الأحفوري، تماشيا مع اتفاق باريس لعام 2015 بشأن تغير المناخ، محذرا من أن "رفاهية البشرية في المستقبل" على المحك. وأضاف تالاس: "لقد حطمنا مرة أخرى الأرقام القياسية في تركيزات ثاني أكسيد الكربون وتجاوزنا بالفعل مستوى 400 جزء في المليون الذي كان يعتبر مستوى حرجا. وقد حدث ذلك بالفعل منذ عامين ويظل تركيز ثاني أكسيد الكربون في الاستمرار. وكانت الزيادة في العام الماضي تقريبا مثل الزيادة التي ظللنا نلاحظها كمتوسط على مدار السنوات العشر الماضية". وأشار الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن الأرض عندما كانت تحتوي على تركيزات مماثلة من ثاني أكسيد الكربون، كانت درجة الحرارة أكثر دفئا بنحو 2-3 درجة مائوية ومستوى سطح البحر أعلى بنحو 10-20 مترا من الآن. وفيما يتعلق بالميثان، المسؤول عن 17 في المائة من التأثير الإشعاعي، كشف تالاس "أننا حققنا أيضا رقما قياسيا،" منذ الزيادة في العام الماضي".