مازالت معاناة البحث عن أدوية الأمراض المزمنة متواصلة في صيدليات المملكة، حيث دق عشرات المواطنين ناقوس الخطر بشأن انقطاع مجموعة من الأدوية الحيوية في مختلف مناطق المغرب، موجهين نداءات متعددة إلى الحكومة، تحديدا وزارة الصحة، من أجل العمل على ضمان مخزون إضافي من الأدوية التي تنقطع بين الفينة والأخرى. ورغم تأكيد وزارة الصحة توفر دواء الغدة الدرقية، الذي يحمل تسمية "ليفوتيروكس"، بمختلف المؤسسات الصيدلية في المغرب، غير أن عشرات المرضى يشكون انقطاع هذا الدواء الحيوي طوال الأشهر الماضية، مؤكدين أن "الصيدليات تتوفر على مخزون قليل ينفد خلال مدة قصيرة للغاية"، وفق الشهادات التي استمعت إليها جريدة هسبريس الإلكترونية. ومازالت مجموعة من الأدوية الحيوية غائبة بالسوق الوطنية طوال الأشهر الماضية، ومرد ذلك، بحسب مهنيين في مجال الصيدلة، إلى "المرسوم الحكومي المتعلق بمراجعة أسعار الأدوية"، داعين إلى "إرجاع الأسعار الأصلية للأدوية المعروفة على الصعيد الدولي، لأن المختبرات المصنعة ترفض تزويد المغرب بهذه الأصناف الحيوية إلى حين التوصل إلى اتفاق مشترك". وفي ظل غياب جلّ الأدوية الحيوية التي تخص علاج الأمراض المزمنة، ظهرت مجموعة من المبادرات المحلية عبر منصات التواصل الاجتماعي، خلال الأسبوع الماضي، يقوم أصحابها بشراء هذه الأدوية من بلدان الخارج، من قبيل فرنسا وإسبانيا والسعودية وغيرها، وتوزيعها على المرضى مقابل الأسعار التي تُباع بها على الصعيد الوطني. كما انتشرت بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي التي توزع هذه الأدوية بشكل مجاني على المرضى، حسب زعمها، في وقت لا يُعرف مصدر هذه الأدوية التي تُروج على نطاق واسع، لاسيما أن المهنيين في قطاع الصيدلة نبهوا إلى "انتشار الأدوية المغشوشة والمهربة بالمملكة"، مشددين على "وجود شبكات محلية تُدير هذه التجارة المربحة". وسجلت مصادر مهنية اختفاء مجموعة من الأدوية الحيوية، على رأسها أدوية مرضى السرطان والسل والغدة الدرقية، فضلا عن الأدوية الخاصة بداء السكري والأمراض النفسية والعقلية، إلى جانب اختفاء مجموعة من الأدوية المتعلقة بالصرع والحساسية، الأمر الذي أحدث استنفاراً لدى الأسر التي وجدت نفسها في موقف صعب؛ إذ عليها أن تختار بين شراء الأدوية عبر منصات التواصل الاجتماعي وما يحمله ذلك من مخاطر، أو تتفقد مختلف الصيدليات كل يوم عساها تعثر على مرادها.