بعد مرور أسبوع على اجتماعات المجمع الانتخابي بليوا التي أعطت انطلاقة المنافسة برسم الانتخابات الرئاسية للوصول إلى البيت الأبيض، تجري ولاية نيوهامشر (شمال-جنوب)، الثلاثاء 10 يناير الجاري، انتخاباتها التمهيدية لتعيين مرشح الحزب الجمهوري الذي سينافس باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية خلال نونبر القادم. وعبأ المرشحون الستة، الذين لايزالون يتنافسون فيما بينهم للظفر بترشيح الحزب الجمهوري منذ نهاية الأسبوع المنصرم، هذه الولاية الصغيرة الواقعة بالساحل الشرقي للولايات المتحدة، في محاولة لإقناع نحو 250 ألف ناخب يعرفون بعدم اتخاذهم لأي قرار بشأن من سيصوتون لصالحه سوى في اللحظات الأخيرة. وبالفعل، كثف كل من المرشحين ميت روني ورون بول وريك بيري ونيوت جينغريس وريك سانتروم وجون هانتسمان منذ يوم السبت الماضي، اجتماعاتهم العامة ولقاءاتهم التواصلية مع الناخبين وأيضا المداخلات التلفزية للدفاع عن ترشيحاتهم، مبرزين هفوات وأخطاء بعضهم البعض. ونال الحاكم السابق ماساشوسيت، ميت رومني (الصورة) الذي خرج منتصرا من اجتماعات ليوا والذي يعد المرشح الأوفر حظا لنيل الثقة خلال انتخابات نيوهامشر حصة الأسد من انتقادات خصومه الذين انتقدوا ماضيه كرجل أعمال ثري. وقدمت عبارات رومني المجانبة للصواب والذي أكد خلالها أنه "يرغب في إبعاد بعض الأشخاص عن المنافسة"، فرصة ذهبية تلقفها خصومه لتشويه صورته، لاسيما لدى الفئات المتوسطة والعاملة. وعلى الرغم من ذلك، تصنفه استطلاعات الرأي كفائز في نيوهامشر بمتوسط 5ر38 في المائة من نوايا التصويت، في حين يرتقب حصول النائب الكوزنغريس عن ولاية تيكساس، رون بول أو السفير السابق للولايات المتحدة بالصين، جون هاتسمان على المرتبة الثانية. وكان هذا الأخير قد اختار التخلي عن اجتماعات ليوا بهدف تركيز كافة جهوده وموارده بنيوهامشر، حيث يرى بعض الملاحظين أنها يمكن أن تخلق المفاجأة. غير أن فوز ميت رومني بنيوهامشر يمكن أن يعبد له الطريق نحو اعادة هذا الانجاز في المرحلة الموالية بكارولينا الجنوبية، يوم 21 يناير الجاري مما سيمكنه بالتالي من الترشح باسم الحزب الجمهوري . من جانبه، تنبأ عضو مجلس الشيوخ السابق لولاية بنسلفانيا ريك سانتوروم ،الذي تنافس حتى آخر لحظة مع رومني خلال تصفيات ولاية إيووا، حيث لم يفز هذا الاخير إلا بفارق ثمانية أصوات، بأن النتائج ستكون أكثر شراسة بنيوهامشر. ومع ذلك، فإن استطلاعات الرأي لا تمنح رومني سوى 5ر11 في المائة من نوايا التصويت في هذه الولاية، مثل جون هانتسمان، اللذين يتقدم عليهما معا رون بول (8ر19 في المائة). فبعد محطتي نيوهامشر وكارولينا الجنوبية، سيتواصل مسلسل اختيار المرشح الجمهوري للرئاسيات في نونبر القادم بعقد العديد من التجمعات في العديد من الولاياتالامريكية. أما ولاية فلوريدا، وهي ولاية هامة في الانتخابات الامريكية، فإنها ستعقد متم يناير الجاري، تجمعها الاولي، الذي في ختامه ستتوضح بالتأكيد حظوظ كل واحد من المرشحين للفوز بترشيح الحزب الجمهوري. وفي 4 فبراير القادم، ستعقد ولايتا نيفادا (غرب) ومين (شمال -شرق)، تجمعاتهما قبل يوم (الثلاثاء الاكبر) 6 مارس القادم ،الذي ستعقد فيه حوالي عشر ولايات تجمعات من ضمنها ولاية ماساشوسيت (شمال شرق) وولاية تكساس (جنوب). وسيتواصل هذا المسلسل إلى غاية يوم 26 يونيو، تاريخ آخر التجمعات الاخيرة لولاية أوته (غرب) قبل انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري مابين 27 و30 غشت القادم. أما بالنسبة للديمقراطيين، فإنه من المقرر، أن يتم بدون صعوبات اختيار أوباما المرشح الوحيد لخلافة نفسه في منصبه، من قبل ناخبي حزبه خلال المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي المقرر ما بين 3 و6 شتنبر القادم بشارلوت بكارولينا الشمالية (جنوب -شرق)، والذي ستكون مهمته إضفاء الطابع الرسمي على ترشيح الرئيس أوباما لفترة انتداب ثانية لاربع سنوات أخرى بالبيت الابيض .