تتيح كوستاريكا للسياح فرصة رائعة للاستمتاع بالغابات الاستوائية المطيرة في منطقة تورتوجويرو الواقعة في شمال شرق البلاد، غير أن هذه الجنة الخضراء في أمريكا الوسطى معرضة للخطر. وتقع منطقة تورتوجويرو على ساحل البحر الكاريبي، ويبلغ عدد سكانها حوالي 600 نسمة، ويوجد بها بعض المطاعم والمقاهي والمتاجر وأماكن الإقامة بجميع أنواعها، وخاصة مراسي قوارب التاكسي، التي بدونها لا يمكن التنقل في دلتا النهر، ويمكن للسياح استئجار القوارب حتى وقت متأخر من المساء، والانطلاق في نزهة في فروع النهر الجانبية نظير دولارين للشخص. وهناك العديد من الشركات السياحية، التي تقوم بتنظيم الجولات في المنطقة الاستوائية النائية، على الرغم من أن الوصول إلى المحمية الطبيعية لا يزال صعبا؛ حيث يصل السياح إلى منطقة بافونا بواسطة السيارات، وبعد ذلك يحمل السياح حقائبهم ويبحرون لمدة 90 دقيقة في القوارب الصغيرة عبر الأنهار حتى يصلوا إلى المحمية الطبيعية، وعلى ضفاف النهر توجد العديد من الفنادق الصغير وأماكن الإقامة وبها مراسي خاصة بها. وتبدأ الجولة السياحية بعد شروق الشمس بقليل عندما تبحر القوارب في الخليج الجانبي في تورتوجويرو عبر الغابات الاستوائية المطيرة، وتصطف الأشجار على الضفتين وتغرد الطيور بأصواتها العذبة. وأشارت المرشدة السياحية باربرا هارتونج إلى قمم الأشجار وقالت هامسة: "استطيع أن أشم رائحة القرود، أتوقع أن يكونوا في مكان ما هنا". وبالفعل ظهر اثنان من القرود بعد المنحنى التالي على الأشجار فوق رؤوس السياح مباشرة، على سبيل الترحيب بهم في محمية تورتوجويرو الطبيعية في كوستكاريكا. مناظر خلابة وينعم السياح في المحمية الطبيعية على ساحل البحر الكاريبي بمناظر طبيعية خلابة من الحياة النباتية والحيوانية؛ حيث يضم المشهد الفريد من نوعه العديد من الضفادع والببغاوات، التي تصدح بصوت عالٍ وتطير فوق قمم الأشجار، كما تقفز قرود الكابوتشات بين فروع الأشجار، وفي المياه تسبح تماسيح الكايمان الاستوائية في صمت، وتخرج على الشاطئ بين الحين والآخر لكي تغفو قليلا. وأوضحت المرشدة السياحية أن هذه المنطقة تزخر بتوليفة رائعة تضم المياه والغابات والشواطئ والسلاحف، ولا توجد هنا أية سيارات، ولكن يتم الوصول إلى المنطقة عن طريق القوارب، وقد جعل هذه الهدوء من محمية تورتوجويرو منطقة فريدة من نوعها. سلاحف بحرية وتعد السلاحف البحرية من أهم عوامل الجذب السياحي في المحمية الطبيعية، التي تم إنشائها في 1975، وتقوم هذه السلاحف بدفن بيضها في الرمال على طول الساحل الضيق، أفضل وقت لمشاهدة هذه المعجزة الطبيعية خلال الليل في الفترة من تموز/يوليو وحتى تشرين أول/أكتوبر، وخلال هذه الفترة تكون أماكن الإقامة محجوزة بالكامل، كما يصل سعر المبيت في الفنادق إلى أعلى مستوى له. وعلى الرغم من الترويج للسلاحف البحرية في الكثير من المنشورات السياحية، إلا أن الغابات المطيرة تعد هي النجم الحقيقي لمحمية تورتوجويرو الطبيعية، غير أن هذه الجنة الطبيعية معرضة للخطر. وأشارت المرشدة السياحية إلى تزايد المشاكل مع الصيادين في هذه المنطقة؛ حيث تتم مطاردة التماسيح بصورة غير قانونية، بالإضافة إلى محاولة بعض الأشخاص بناء طريق غير قانوني عبر المحمية الطبيعية للوصول إلى تورتوجويرو، فضلا عن أن أعداد الحراس في المحمية الطبيعية غير كافية لحمايتها من الصيادين. *د.ب.أ