بعد أن ظلت حملات محاربة العنف ضد النساء تركز على استهداف النساء أنفسهن، بالخصوص، عبر توعيتهن بكيفية التعاطي مع تعرضهن للعنف وعدم السكوت عنه، اختارت منظمة الأممالمتحدة بالمغرب استهداف الذكور، في حملة للتوعية والتحسيس حول ظاهرة العنف ضد النساء، ستنظمها ابتداء من 23 نونبر الجاري، وتستمر ستة عشر يوما. وستنظم حملة هيئة الأممالمتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، باسم منظمة الأممالمتحدة بالمغرب، هذه السنة، تخليدا لليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، تحت شعار "الذكورة الإيجابية.. الرجال والفتيان يناهضون العنف ضد النساء والفتيات". وجرى اختيار هذا الشعار بهدف تحسيس المجتمع بالأدوار الإيجابية للرجال والفتيان في تعزيز المساواة بين الجنسين، ومنع العنف ضد النساء والفتيات. وستركز الحملة، حسب فتحي الدبابي، مدير مركز الأممالمتحدة للإعلام، خلال ندوة صحافية مساء اليوم الأربعاء، على تغيير الثقافة السائدة في المجتمع، في علاقة الرجل بالمرأة، واستثمار الجانب الثقافي من أجل ترسيخ صورة إيجابية لدى الرجال والفتيان إزاء النساء والفتيات. وكانت الهيئة الأممية قد مهّدت لحملة التوعية والتحسيس حول ظاهرة العنف ضد النساء، بإطلاق وسم "حيت_أنا_راجل". وستنطلق حملة هذه السنة يوم 23 نونبر الجاري، في ساحة الحارثي بمدينة مراكش، وتستمر إلى غاية العاشر من دجنبر المقبل، تتخللها معارض صور وعروض مسرحية وحفلات موسيقية وورشات حول محاربة العنف ضد النساء. ليلى الرحيوي، ممثلة هيئة الأممالمتحدة للمرأة بشمال إفريقيا، قالت إنّ المنظمة الأممية لا تهدف فقط إلى تخليد اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد النساء؛ بل لاستعراض الحصيلة المحققة، ووضع خطط جديدة لوقف هذه الظاهرة. وأوضحت أنّ اختيار شعار "الذكورة الإيجابية.. الرجال والفتيان يناهضون العنف ضد النساء والفتيات" يأتي من منطلق أنّ القضاء على ظاهرة العنف ضد المرأة يعني جميع أفراد المجتمع، ذكورا وإناثا، معتبرة أن المغرب، وبالرغم من وضعه لعدد من القوانين الحامية لحقوق النساء، فإن النتائج المأمولة من تطبيق هذه القوانين لم تتحقق كلها. والعنف ضد النساء، حسب التعريف الذي قدمه إعلان الأممالمتحدة حول القضاء على العنف ضد المرأة، هو "أي فعل عنيف ضد النساء يترتب عليه، أو يرجح أن يترتب عليه، أذى أو معاناة للمرأة، سواء من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية، بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل، أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الفضاء العام أو الخاص". وحسب نتائج آخر بحث وطني حول انتشار العنف ضدّ النساء في المغرب، فإن 68.2 في المائة من النساء، أي 6 ملايين امرأة، عانين من فعل عنيف؛ بينما تشير معطيات الأممالمتحدة إلى أنّ امرأة من أصل ثلاث نساء في العالم هي ضحية عنف جسدي أو جنسي، وأغلب هذه الأفعال ترتكب من لدن شريكها.