بالسير من مدينة سطات في اتجاه مراكش عبر الطريق الوطنية رقم 9، وللوصول إلى غابة ابن المسك قرب شلال تاغية، لا بدّ من تغيير الاتجاه يسارا عبر طريق سد المسيرة، وبعدها تغيير الاتجاه مرة أخرى يسارا عبر طريق "موالين ضاض". وبعد قطع ما يقارب 55 كيلومترا، وصلنا إلى المنتجع السياحي الطبيعي "تاغية"، النابع من بني يكرين وسط غابة ابن المسك، الواقع بين دوار "لالّة ميمونة" والهواورة بجماعة خميس سيدي امحمد بن رحال جنوب مدينة سطات. غابة كثيفة الأشجار وشلال ماء قلّ صبيبه بفعل قلّة الأمطار، وجبال عالية مكوّنة من أحجار، تغري الزوار وتشدّ انتباه ممارسي رياضة تسلّق الجبال من المغاربة والأجانب، حيث إن ناديا فرنسيا "نادي ألبين"، المختص في تسلّق الجبال، يعتبر منطقة "تاغية بن المسك وكاكو" من المناطق المعترف بها لممارسة التسلّق، لكونه يتوفر على كافة الشروط؛ كالعلو ونوعية الصخور، ومن المنتظر أن يعرف المكان أنشطة تسلّق خلال الأيام المقبلة. إنّ الزائر لغابة ابن المسك لا تفوته زيارة شلال "تاغية"، والساحة القريبة من الغابة التي تعرف أنشطة دينية بتجمّع كبير للفقهاء سنويا لإحياء ليلة لقراءة القرآن،.. المنطقة اليوم تحتاج إلى التهيئة وإحداث مشاريع مدرّة للدخل وبنيات للاستقبال. جمعويون ينشدون تهيئة المكان عثمان التاقي، رئيس جمعية عين ابن المسك للتسلق والرياضات الجبلية بإقليم سطات، قال، في تصريح لهسبريس، إن منطقتي عين ابن المسك و"كاكو" بأولاد بوزيري تحتضنان رياضة تسلّق الجبال نواحي سطات، التي يمارسها السياح الأجانب بالمنطقتين المذكورتين منذ الستينيات، باعتبار أنهما تتوفران على جميع الشروط والمواصفات لممارسة رياضة تسلق الجبال. وأوضح التاقي، الذي أحب منذ صغره رياضة التسلق والرياضات الجبلية على الرغم من تعرّضه لمواقف حرجة خلال بداياته، أن الممارسين الأجانب كانوا يتسلقون بمعدّاتهم الخاصة، مشيرا إلى أن المنطقة معروفة أكثر لدى الأجانب بالمقارنة مع المغاربة، كالفرنسيين والسويسريين والإسبانيين، الذين تزايد عدد الوافدين منهم على المنطقة؛ وهو ما ساهم في تجهيز المنطقة بإنشاء المسالك بعدما كانت معزولة. وحول تدعيم القيمة المضافة لرياضة تسلّق الجبال بمنطقة عين ابن المسك، أوضح الفاعل الجمعوي أن المنطقة تحتاج مشاريع مدرة للدخل، كالمطاعم والمقاهي والبنايات لاستقبال الزوار، مطالبا الجهات المعنية بإحداث مشاريع مدرة للدخل من ذلك النوع، أو مساعدة الفعاليات الجمعوية لإنشاء مثل هذه المشاريع لتقديم الخدمات المناسبة للزوار المغاربة والأجانب لإنعاش المنطقة اقتصاديا، حيث يبيت ممارسو التسلق بخيام أو يحلّون ضيوفا عند بعض سكان المنطقة، لمدة زمنية تتراوح بين يوم واحد و15 يوما. ونفى ممثل جمعية التسلق بعين ابن المسك تسجيل أي حادث خلال ممارسة التسلق، بفضل الاحتياطات المتخذة في هذا الباب سواء أثناء التداريب التي تقدمها الجمعية أو المسابقات المنظمة، قصد التعريف بهذه الرياضة ونشرها، على الرغم من انعدام الدعم، وفق برامج وأنشطة مضبوطة حضرتها إحداها البطلة بوشرى ببانو التي سبق أن تسلّقت بجبال "إيفريست". للمجلس الجماعي رأي حميد يمين، رئيس المجلس الجماعي لخميس سيدي رحال الشاوية، قال، في تصريح لهسبريس، إن "شلال تاغية" عموما، إلى جانب غابة ابن المسك، موقع رياضي للتسلق ومنتجع سياحي طبيعي غير مهيكل، مفتوح للعموم، ويغري بالزيارة للتمتع بمناظره الطبيعية، خاصة بعد وفرة المياه؛ وهو ما يتطلب هيكلته وتوفير الحراسة، لتفادي حدوث أي خطر مثل غرق بعض الشباب بالشلال. وأوضح يمين أن المجلس الجماعي حاول، في المخطط الجماعي للتنمية "2011-2016"، إدخال موقع "تاغية" رسميا لدى وزارة السياحة في إطار شراكة لإعداد المخطط التنموي المذكور، بعد تجميع كافة المعطيات حوله، والمتمثلة في خصوصياته الطبيعية كنقطة جذب سياحية، بالإضافة إلى العمل مستقبلا على تهيئته وإحداث مرافق ضرورية عديدة لتوفير الراحة للزوار، مؤكدا أن الطريق رقم 3615 عرفت أشغال التوسعة، وطالب بفتح "بدال" بالطريق السيار على مستوى أولاد بوزيري. وأشار الرئيس إلى أن جماعة خميس سيدي رحال حاضرة في رؤية وزارة السياحة 2020 وبرنامج التنمية المندمجة للمنتوجات السياحية القروية والطبيعية إلى حدود 2024، في إطار تشجيع الاستثمار بشراكات مع الخواص؛ عبر اقتراح مشروعين بمنطقة "تاغية بلمسك" يتمثلان في إنشاء محمية سياحية طبيعية ونادٍ للقنص، والمشروع الصديق للبيئة، في إطار استمرارية البرامج التنموية بالجماعة.