في حوار لها، على هامش الدورة الخامسة من المنتدى الأورو متوسطي للقادة الشباب، عبرت هيلين لو غال، سفيرة فرنسا المعتمدة لدى المغرب، عن قلقها حيال الانغلاق الذي أصبحت تعرفه المنطقة المتوسطية على مستوى الحوار مؤخرا. وأضافت السفيرة، في حوار لها مع هسبريس، أن الرهان الأساسي اليوم يتمثل في خلق جسر تواصلي بين شباب المنطقة، مشيرة إلى كون التحديات والمعارك التي يخوضها الشباب المتوسطي واحدة ومشتركة. بشراكة مع جمعيات ومؤسسات كبرى، تنظم سفارة فرنسا في المغرب للسنة الخامسة على التوالي المنتدى الأورو متوسطي للقادة الشباب، ماذا تمثل هذه المبادرات بالنسبة لكم؟ بداية، أرى أن هذا المنتدى مبادرة ذات أهمية كبرى لأسباب عدة؛ فنحن بمدينة الصويرة التي تعتبر قلب البحر الأبيض المتوسط، وضيوف المنتدى هم بالدرجة الأولى شباب مغربي رائد بالطبع، ولكن أيضًا شباب من مختلف بلدان البحر الأبيض المتوسط، وهم فئة منفتحة على النقاش والحوار. وبما أن تيمتي هذا العام هما الالتزام والمواطنة، فمن المهم بالنسبة لنا أن نحاول تكريس جهودنا لخدمة الشباب من خلال تنظيم أحداث وفعاليات تهمهم وتوفير منصات يعبرون من خلالها عن ذواتهم. وبالتالي فإن تواجدنا بمدينة الصويرة أمر رائع.. الصويرة مدينة حوار وتلاقح حضاري وثقافي بامتياز، وهي ثقافة نتشبث بضرورة الرقي بها، وتعزيزها بين بلدان البحر الأبيض المتوسط على وجه الخصوص. يتناول المنتدى هذا العام تيمة "المشاركة والمواطنة في العصر الرقمي"، أين تكمن أهمية مناقشة هذه المواضيع؟ مواضيع المشاركة والمواطنة والالتزام هامة للغاية، أولاً وقبل كل شيء بالنسبة للشباب المتوسطي، لأننا ندرك أنهم يواجهون اليوم تحديات مشتركة كبرى ويخوضون معارك حقيقية حول عدة قضايا. وبالتالي فالمنتدى في نسخته الخامسة فرصة حقيقية لشباب المنطقة المتوسطية للتعبير عن تمثلاهم الفردية لمفاهيم المواطنة والمشاركة، ولطرح مقترحاتهم وآرائهم حول القضايا الراهنة، سواء تعلق الأمر بالقضايا الاجتماعية أو السياسية أو البيئية على سبيل المثال. وتتجلى فكرة المنتدى أساسا في إنشاء شبكة علائقية وتواصلية بين شباب بلدان البحر الأبيض المتوسط، فقرابة ألف شابة وشاب شاركوا في الدورة الحالية للمنتدى، وأملنا الأكبر أن تبقى خيوط التواصل بينهم على الدوام. تم اختيار الصويرة مرة أخرى هذه السنة لاحتضان فعاليات الدورة الخامسة من المنتدى الأورو متوسطي للقادة الشباب، وكما تعلمون فهي مدينة حاملة لتاريخ من التسامح والعيش المشترك بين ديانات وثقافات مختلفة.. في نظركم هل يحضر هذان العنصران على مستوى منطقتنا المتوسطية؟ في الحقيقة أعتقد أن هذا مفقود في المنطقة؛ فنحن في عالم اليوم يقل حوارنا وتواصلنا يوما بعد الآخر، وهذا أمر مقلق، لذلك أعتقد أن الصويرة نموذج لمدينة يجب أن يتواجد في كل مكان، لأننا بحاجة إلى نماذج مماثلة. *بتنسيق مع المعهد العالي للإعلام والاتصال.