نشر الباحث المغربي نجيب المختاري فيديو على قناته ب"يوتيوب" يشرح فيه حيثيات ما شاهده عدد من المغاربة، ومختلف المواطنين في بلدان المعمور، في السماء من نجوم على شكل خط مستقيم؛ وهو ما أثار عدداً من التساؤلات. وكانت شركة "سبيس إكس" الأمريكية قد أطلقت، بداية الأسبوع الجاري، 60 قمراً صناعياً كجزء من مهمة لتوفير خدمة الإنترنيت فائق السرعة للمستخدمين في جميع أنحاء العالم. وقال المختاري، وهو مهندس مغربي وصانع محتوى علمي على "يوتيوب"، إن هذه الأضواء تهم مشروعا تشتغل عليه شركة "سبايس إكس" لمؤسسها مهندس إيلون ماسك، وهو مزداد في جنوب إفريقيا وغادر إلى أمريكا لتأسيس مقاولات ناشئة أصبحت ناجحة في عدد من الصناعات. وأوضح الباحث المغربي سالف الذكر أن هذه الشركة قامت بتغيير صناعة الفضاء بشكل كبير جداً عن طريق الاعتماد على الصواريخ القابلة لإعادة الاستعمال، وهذا أمر جديد في صناعة الفضاء، حيث كانت "ناسا" وغيرها من وكالات الفضاء تستعمل صواريخ لاستعمال واحد فقط. وذكر المختاري أن تقنية الصواريخ القابلة لإعادة الاستعمال ساهمت في خفض تكاليف برامج الفضاء بمقدار هائل. ومن بين المشاريع التي لدى هذه الشركة نجد هذا المشروع الجديد الخاص بتوفير الإنترنيت عبر الأقمار الصناعية ليكون متوفراً للبشرية كاملة، وهذا يدخل ضمن فلسفتها التي تقوم على إطلاق أفكار كبرى جداً في مجال استكشاف الفضاء. ويضم هذا المشروع التجاري الجديد إطلاق عدد كبير من الأقمار الصناعية، تدور حول الكوكب في مدارات تغطي كافة سطح الأرض وتوفر أنترنيت لأي مكان من خلال صحون توجه نحو السماء لالتقاء الأنترنيت. ويشرح المختاري في الفيديو قائلاً: "اليوم، هناك طريقتان للارتباط بالأنترنيت: الاتصال عبر الكابل والاتصال عبر الهاتف النقال، والإنترنيت عبر الأقمار الصناعية موجودة أيضاً، ويمكن شراء هذه الخدمة في المغرب من لدن اتصالات المغرب بصبيب عال يمكن من الربط عبر الإنترنت في أي مكان في المملكة". لكن الأنترنيت الحالي المقدم عبر الأقمار الصناعية يطرح إشكالية كبيرة، في نظر المختاري، تتمثل في الوقت الذي تحتاجه البيانات إلى التنقل من الحاسوب نحو القمر الصناعي لتعود من جديد، أي ما يسمى La latence والسبب هو أن هذه التكنولوجيا تعتمد على أقمار موجودة في مدارات تسمى Géostationnaire بحيث يدور فيها القمر بالسرعة نفسها التي تدور فيها الأرض على نفسها مرة في كل 24 ساعة. ويضيف المختاري قائلاً: "المشكل في هذه المدارات هو أنه لا يمكن أن نضع قمراً صناعياً في هذه المدارات؛ إلا إذا كان في ارتفاع يصل تقريباً إلى 35 ألف كيلومتر، وهذا ينتج ارتفاعاً في الوقت Latence وفي حالة كانت هناك دردشة مثلاً بين صديقين فإن الرسائل يجب أن تقطع المسافة سالفة الذكر وتُرسَل إلى مكان مركزي آخر وبالتالي يقع تأخر بما مقداره 700 ميلي ثانية". هذا الأمر يتضرر منه بالدرجة الأولى اللاعبون الافتراضيون Gamers، إضافة إلى الأشخاص الذين يتعاملون في البورصة بحيث يلعب الوقت دوراً مهماً في عملهم. أما المشروع الجديد لشركة "سبايس إكس"، فيعتمد تقنية جديدة غير مسبوقة ستمكن من خفض الوقت في سرعة انتقال المعلومات في شبكة الأنترنيت عبر الأقمار الصناعية ليصل إلى أقل من الأنترنيت النقال والكابل. ويشير المختاري إلى أن "الإبداع، الذي اعتمدت عليه الشركة، هو شبكة من الأقمار الصناعية في مدارات قريبة من الأرض بحيث طلبت رخصة لإطلاق 12 ألف قمر صناعي ورخصة لحوالي 30 ألف قمر صناعي إضافي مستقبلاً". وستضع الشركة هذه الأقمار الصناعية في مدارات في حدود 350 إلى 400 كيلومتر عن سطح الأرض، وهي مدارات قريبة جداً؛ لكن المشروع لا يزال في خطواته الأولى التجريبية، حسب المختاري. هل سيؤثر الأمر على مستقبل شركات الاتصالات؟ يجيب الباحث المغربي بالقول: "لا؛ لأن الخدمة المرتقبة ستكون تجارية، أي أنها ليست مجانية.. هذا بالإضافة إلى السؤال الذي يطرح نفسه بخصوص سماح المغرب لهذه الخدمة، وإذا منعتها فهل يمكن تشغيله في بلد لا يعترف بها؟".