من أمامِ مقرّ المندوبية العامة لإدارة السّجون، اخْتارَ عدد من الحقوقيين ترديدَ شعارات مُستوحاة من "حراك الرّيف"، في وقفة نظّموها ضدّ ما اعتبروه "تعذيباً متواصلاً يتعرّض له الزفزافي ورفاقه داخل السجون"، وضدّ "العقوبات الأخيرة". وشاركَ في الوقفة التي دعا إليها الائتلاف الديمقراطي من أجل "إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وفك الحصار عن الريف"، بالإضافة إلى عائلات المعتقلين، ممثلو أحزاب سياسية يسارية، وهيئات حقوقية وتنظيمات شبابية، ومنظمات نقابية ومدنية. ولم يُلاحَظْ انتشار واسع لقوى الأمن؛ إذ اقتصر الأمر على أفراد للشرطة بالزّي المدني. وانطلقت الوقفة بشعارات حركة 20 فبراير، وقد حجَّ إليها العشرات من النشطاء والحقوقيين الذين نددوا بوضع المعتقلين. وردّد المحتجون الغاضبون، ومنهم من حجُّوا من الحسيمة وامزورن، شعارات مستوحاة من الحراك: "من أجلنا اعتقلوا. من أجلهم نناضل"، و"الحرية الفورية للمعتقل السياسي"، و"يا معتقل ارتاح ارتاح. سنواصل الكفاح"، و"شعب الريف قرر إسقاط العسكرة". وقال أحمد الزفزافي، والد "أيقونة حراك الرّيف"، إنّ "ناصر الزفزافي مضرب عن الطعام منذ أكثر من خمسة أيام بسبب عمليات التّرحيل التي تمت مؤخرا"، مشيراً في كلمة أمام المحتجين إلى أن "المندوبية لا تملكُ القرار بيدها. القرار يأتيها من الفوق، وهؤلاء يريدون تقسيم الوطن". وشدّد الزفزافي على إبعاد تهمة الانفصال عن معتقلي حراك الرّيف: "نحن لسنا انفصاليين"، قبل أن يردّد شعار: "عاش الشّعب"، موردا أن "الخائن هو الذي يستمع لقرارات الفوق ويعذب المعتقلين". أما أم أحمجيق، المدان بعشرين سنة، فخاطبت المحتجين قائلةً: "أنتم أولادي. نحن نتعذب مع أبنائنا الذين نقلوهم إلى الكاشو، إنهم يموتون يوما بعد يوم، لقد عنفوهم، هم لم يفعلوا شيئاً. هذه حكرة، هذا منكر"، مضيفةً: "أطلب من المندوبية أن تجد حلاً مع أبنائنا، وأطلب من رئيس الدولة أن يجد حلاً لهذا الملف. ابني لا أعرفُ مصيره". من جانبها، قال أم الزفزافي: "نرفضُ الظلم والكذب في حقّ أبنائنا. تم تصوير ابني عارياً بعدما تم تخديره. ابني أراد مستشفى وجامعة لكن السلطات المغربية أدانته بعشرين سنة"، مضيفة: "ابني يعاني كثيراً، نطالب بإخراج أبنائنا من الكاشو وأن يتواصلوا معنا". أما أخت المعتقل محمد حاكي المدان ب 15 سنة، فأكدت أنه "مضرب عن الطعام والماء منذ أمس الخميس، ولن يوقف الإضراب إلا بتجميع كافة المعتقلين في سجن واحد". بينما قالت والدة محمد جلول: "ابني دخل في إضراب عن الطعام مفتوح حتى الشّهادة". وقال المحامي محمد أغناج: "قمت أمسِ بزيارة لمعتقلي حراك الريف بالسجن المحلي راس الما بفاس، حيث تخابرنا مع كل من ناصر الزفزافي، سمير أغيد وزكرياء اضهشور. المعتقلون الثلاثة موضوعون في زنازين انفرادية عقابية، منفصلين عن بعضهم. لم يتسلموا جميع حوائجهم وأمتعتهم، بحيث لا يتوفرون إلا على ملابس قليلة جدا، وغطائين للنوم". وأضاف: "لم تسلم لهم أيضا كتبهم وأشياؤهم الخاصة. أكدوا الوقائع كما نقلت على لسان المعتقل نبيل أحمجيق، حيث تم اقتحام زنازينهم يوم الجمعة وتم تصفيدهم بعنف ونقلوا كل إلى وجهة خاصة".