ندّد العديد من النواب البرلمانيين بالعاصمة الإسبانية مدريد بما أسموه "الاعتداء الهمجي بالهراوات والعصي" على مجموعة من الأطفال المغاربة القاصرين المعروفين اختصارا بتسمية "MENA"، بحديقة قريبة من المركز الإيوائي "بريميرا أكوخيدا دي أوتاليثا" حيث يقطنون. وعبّر التنظيم البرلماني "Más Madrid"، من خلال رسالتين موجهتين إلى أمين المظالم ومكتب المدعي العام الإسباني، عن سخطهم الكبير جراء هذه الواقعة التي خلّفت جدلا واسعا وردود أفعال متباينة بين مختلف التنظيمات الحزبية، لا سيما أن المعتدين يتبنون أفكارا معادية للجاليات المسلمة المقيمة بإسبانيا. وأشار التنظيم المذكور إلى أن المعتدى عليهم كانوا جالسين ويتحدثون في منتزه "إسابيل إيوخينيا دي مدريد"، قبل أن تباغتهم مجموعة من المتطرفين يحملون الهراوات والعصي، موضحا في السياق نفسه أنهم اعتدوا بالضرب المبرح على العديد من الشبان المغاربة، بضعهم نقل إلى المستشفى بغرض تلقي العلاجات اللازمة. وزاد التنظيم أن الجناة أحاطوا بالقاصرين المغاربة وأهانوهم ومارسوا مضايقات وسوء معاملة في حقهم، قبل أن يشرعوا في ضربهم بالقوة باستعمال الهراوات، موردا أن البعض من الشبان المغاربة المستهدفين هرولوا إلى المركز طلبا للنجدة، فيما تعرض البعض الآخر للضرب والرفس والسحل من قبل المجموعة المعتدية. وقال النائب البرلماني أميليو ديلغادو، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء "أوروبا بريس"، إن الاعتداء خلف كدمات في أجسام الضحايا، موضحا أن عبارات ورسومات على جدران المؤسسات التعليمية والمنازل تحمل رسائل تخويف وإكراه وعنصرية تجاه القاصرين المغاربة المقيمين بالمركز الإيوائي سالف الذكر. "فوكس" في قفص الاتهام ويأتي هذا العدوان بعد أيام قليلة من المظاهرة التي شارك فيها أزيد من 200 شخص للتنديد بوجود هؤلاء الأطفال المغاربة بالمنطقة، وهي الوقفة الاحتجاجية التي دعا إليها حزب "فوكس" اليميني المتشدد بناء على ادعاءات جيران قالوا إنهم "تعرضوا لاعتداءات متكررة من قبل أطفال مغاربة بغرض سرقة أغراضهم". وسبق لرثيو موناستيريو، المتحدثة باسم حزب "Vox" بالعاصمة مدريد، أن نشرت شريط فيديو لهؤلاء الأطفال المغاربة القاصرين معلقة عليه بالقول: "هذه الفئة هي سبب المشاكل التي تتخبط فيها المنطقة"، مطالبة في الآن عينه ب"ضرورة ترحليهم بعيدا عن العاصمة مدريد، بغية ضمان أمن وسلامة المواطنين". وكتبت موناستيريو أيضا أن ما يقع في شوارع العاصمة مدريد أمر فظيع للغاية ولا يسمح بعيش حياة طبيعية، إذ أصبح المارة يخافون من تعرضهم للسرقة من قبل القاصرين المغاربة غير المصحوبين؛ وهي التصريحات التي لقيت معارضة شديدة من العديد من المنظمات الحزبية والحقوقية التي تنشط بالعاصمة مدريد. ويرى حقوقيون أن مثل هذه التصريحات المعادية للمهاجرين تشجع على ثقافة الاحتقار تجاه المواطنين الأجانب وتزرع مشاعر العداء ضدهم، في الوقت الذي وجب فيه البحث عن حلول من أجل حماية هذه الشريحة من التشرد والعمل على إدماجها داخل المجتمع الإسباني وضمان حقها في الحياة والسلامة البدنية.