تقدمت "جمعية وطني الإسلامية" ببلدية ريوس، التابعة لمحافظة تراغونا بإقليم كتالونيا الإسباني، بشكاية لدى المحكمة بالمنطقة ذاتها ضد قياديين سياسيين بحزب "فوكس"، ويتعلق الأمر بزعيم التنظيم سانتياغو أباسكال، ورفيقه إيبان إسبينوسا بصفته متحدثا باسم الحزب داخل البرلمان المركزي بالعاصمة مدريد. وجاء في نص الشكاية أن القياديين المذكورين عبّرا لوسائل إعلامية إسبانية عن مواقف عنصرية معادية للجاليات المسلمة فوق التراب الأيبيري، بالقول إن "أغلبية الأشخاص المتورطين في قضايا الاغتصاب هم من ذوي الجنسيات المسلمة"، وهي "ادعاءات غير صحيحة ولا تناسب الواقع"، على حد تعبير الجمعية. وأوردت الشكابة، التي نقلت مضامينها وكالة الأنباء الكتالونية "ACN"، أن القيادي إيبان إسبينوسا صرح علنيا، أثناء استضافته ببرنامج "Espejo Público" الذي تبثه قناة "أنتينا تريس"، بأن "المهاجرين الأجانب هم أكثر المتورطين في قضايا الاعتداءات الجنسية بمعدل ثلاثة أضعاف مقارنة مع المواطنين الإسبان". وفي سياق ذي صلة، قال سانتياغو أباسكال، في إحدى تدخلاته بالمناظرة التلفزيونية بين مرشحي الرئاسة الستة، إن إسبانيا شهدت 100 حالة اغتصاب منذ عام 2006، "70 في المائة من المتهمين في هذه الجرائم أجانب"، في إشارة واضحة إلى أبناء الجاليات المسلمة، وخاصة المغاربة الذين يشكلون الأغلبية. وأكد هلال تاركو، محامي الجمعية صاحبة الشكوى، أن تصريحات القياديين تشكل جريمة تحريض على الكراهية والعنف ضد المهاجرين الأجانب داخل التراب الإسباني، مضيفا أن مثل هذه الخرجات الإعلامية "تمس بكرامة الأجانب وتهدد التعايش والسلم الاجتماعيين، وتدعو إلى الصراع العرقي"، بتعبيره. ووفقا لتقرير صادر عن وزارة الداخلية الإسبانية سنة 2017 حول جرائم الاعتداءات الجنسية بإسبانيا، الذي نقلت مضامينه وكالة الأنباء "إفي"، فإن 70.1 في المائة من الأشخاص المتابعين قضائيا بتهم ذات صلة بالاغتصاب كانوا إسبانا، مقابل 20.9 من الأجانب، وهو معطى يتنافى تماما مع ادعاءات القياديين. وزاد هلال، في تصريحات أوردتها صحيفة "دياريو دي تراغونا"، أن تصريحات قياديي "فوكس" اليميني المتشدد المعروف بمواقفه المعادية للمهاجرين والمسلمين "شديدة الخطورة والتطرف"، مطالبا المحكمة بمعاقبتهما بتهم "التحريض على الكراهية"، التي يعاقب عليها القانون الجنائي الإسباني بعقوبة حبسية تصل إلى 4 سنوات. وتابع المتحدث نفسه أن الأمين العام لحزب "فوكس"، خابيير أورتيغا سميت، كان قد قال بدوره إن "العدو المشترك هو الغزو الإسلامي"، وهي التصريحات التي دفعت المدعي العام الإسباني إلى إصدار أوامر من أجل فتح تحقيق قضائي معه ومتابعته بتهم تتعلق ب"التمييز والعنصرية في حق المهاجرين الأجانب".