في قرار تأديبي يأتي عقبَ تسجيل صوتي لناصر الزفزافي، قائد الاحتجاجات الميدانية في الحسيمة، وتسْريبه من داخل السّجن المحلي راس الما بفاس، أفادت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بأنّها "ستمنعُ المعتقلين من التّواصل والزيارة العائلية لمدة 45 يوماً، بالإضافة إلى إعادة توزيعهم على مؤسسات سجنية متفرّقة". وتأتي هذه العقوبات التّأديبية في حقّ الزفزافي ورفاقه في سجن راس لما بعد قرار إعفاء مدير السجن المحلي على خلفية تسجيل صوتي لناصر. كما قرّرت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج معاقبة الزفزافي رفقة معتقلي الريف القابعين بالسجن نفسه، متخذة في حقهم إجراءات من قبيل السجن الانفرادي ومنع التواصل مع الأهل. وفي السّياق، أكّد أحمد الزفزافي، والد "أيقونة حراك الرّيف"، أنّ "قرار المندوبية العامة لإدارة السّجون وإعادة الإدماج منع التواصل والزيارة العائلية جائر ويعكسُ كيفَ تتعامل السّلطات مع عائلات معتقلي حراك الرّيف"، مورداً أنّه كان ينتظر فتح تحقيق حول ما جاء في كلمة ناصر الزفزافي حول كونه تعرَّض للتعذيب داخل السّجن. وأضاف الزفزافي: "بعض المعتقلين من سجن راس الماء بفاس أكدوا لي أن المعتقلين المرحلين من الدارالبيضاء تعرّضوا للتعذيب، وأن ناصر مازال تحت التعذيب إلى حدود الساعة". واعتبر والد ناصر الزفزافي أنّ "المعتقل السّابق والمناضل الوطني أبراهام السرفاتي كان يصدر بلاغات وبيانات من داخل السّجن، وكان يعارض النظام علانية ولا أحد منعه"، وأضاف لهسبريس أنّ "ناصر قضى سنة وثلاثة أشهر في زنزانة انفرادية في وقت سابق"، مردفا: "لا نعرف إلى أين سيتم ترحيل المعتقلين". من جانبه، قال الحقوقي إلياس الموساوي إنّه "في وقت كان الجميع ينتظر فتح تحقيق معمق حول التعذيب الذي أكد الزفزافي أنه تعرض له أثناء مرحلة التوقيف، يفاجأ الرأي العام الحقوقي بخروج المندوبية العامة للسجون ببيان تؤكد من خلال توقيع إجراءات تأديبية في حق المعتقلين المتواجدين بسجن راس الما بفاس". وأضاف الموساوي في تصريح لهسبريس أنّ ""الأوديو" المسرب من السجن جاء في وقت حساس بعدما أقدم بعض المتظاهرين في فرنسا على إحراق العلم الوطني ونسب الفعل إلى حراك الريف من خلال ربطه بالدعوة التي أطلقها ناصر الزفزافي للتظاهر في باريس"، وأردف: "عوض أن تدفع الجهات الماسكة بزمام ملف الحراك نحو التهدئة والانفراج بعد التسجيل الصوتي الذي برأ من خلاله الزفزافي الحراك من تهم الانفصال الموجهة له، وتأكيده على نفس سقف المطالب التي خرج بها منذ اليوم الأول، نرى أنه لازال هناك من له المصلحة في إطالة أمد هذه الأزمة التي يدفع الوطن ثمنها".