قال المعطي منجب، حقوقي أستاذ جامعي، إنّ التّشهير قد صار سياسة عمومية في المغرب تُخصَّص لها مليارات الدّراهم. وأضاف الحقوقي المغربي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "أعرف ما أقول"، معدّدا أسماء مواقع إعلامية مغربية يقول إنّها تتلّقى جزءا من هذا الدّعم المالي. وذكر منجب، في سياق حديثه عن استهدافه ومراقبة هاتفه وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ الصحافي عبدو برادة سبق أن تحدّث عن وجود "خلية سوداء"، وزاد المتحدث مفصّلا: "هي خليّة مكلَّفة بالإعلام، فيها ضبّاط متخصّصون في البروباغاندا تكوّنوا في روسيا وأمريكا وفرنسا...". وصرّح الأستاذ الجامعي بأن مهندسا من منظمة حقوقية دولية اتّصل به، وقال له إنّه قد تعرّض لاختراق هاتفي من لدن "NSO" الإسرائيلية عبر رابط "ياهو" مزور في شهر يوليوز، وأنّ جزءا كبيرا من الهجومات على هاتفه تمّت وهو في منزله بعد العاشرة ليلا، عن طريق علبة "ويفي" قرب منزله أو مكان عمله، تتحكّم في ربطه للشّبكة، بحلولها محلّ ربط شركة الاتصالات العادية. ونشرت منظّمة العفو الدولية، في اليوم العاشر من شهر أكتوبر الماضي، ورقة تقول فيها إنّ هناك "استهدافا للمدافعين المغاربة عن حقوق الإنسان، باستخدام برامج التجسس الخبيثة التابعة لمجموعة "إن إس أو" الإسرائيلية"، وقدّمت نموذجا بالناشطَين المعطي منجب وعبد الصادق البوشتاوي، محام رافع عن معتقلي حَراك الرّيف. ويرى المعطي منجب أنّ من أهداف هذا الاستهداف ومحاولة الاختراق الضّغط على الشّخص ليُغَيِّرَ رأيه أو ليَصمُت، وتتبُّعُ الأماكن التي يذهب إليها المستَهدَفون. ومن بين أهداف السّعي إلى اختراق الأجهزة الرّقمية للمدافعين عن حقوق الإنسان، حَسَبَ منجب، التّشهير بعد أخذ بعض المعلومات الحقيقية وتحريفها، ونشرها، ثم قول "ليس هناك دخّان دون نار"، وإرسال إشارات إلى المؤسّسات الإدارية والصّحافيين والمؤسّسات الدّولية، "وهو ما ينجحون فيه". ويقول الأستاذ الجامعي والناشط الحقوقي إنّ مساره الأكاديمي قد ضُيِّقَ عليه في السنوات الماضية، وتمّ منعه من التّدريس داخل مؤسّسته الجامعية، على الرغم من أنّ دروسه موجودة؛ بقول إنّ قاعة تدريسه قاعةُ اجتماعات، كما ذكر من بين آثار الضّغط على الفاعلين وما تنشره "صحافة التشهير" عدم الاستجابة لاقتراحه التّدريس في كليات أخرى، وقلّة الدّعوات التي وُجِّهَت إليه في السنوات القليلة الماضية، مقارنة بسابقاتها، إلى ندوات دولية في تخصّصه، أو للتدخّل حول قضايا حقوقية في بعض وسائل الإعلام الدّولية. وعلى الرغم من "التّضييق والاستهداف"، يؤكّد المعطي منجب أنّه "سيتابِع عمله المدني من أجل حقوق الإنسان، وسيتابع كتاباته الصّحافية، بهدوء وبكلّ اعتدال، وليفعلوا ما شاؤوا، ولكلّ أخلاقه".