رفعت شركة “واتساب”، المملوكة لشركة “فيسبوك”، دعوى قضائية أمام القضاء الأمريكي ضد الشركة الصهيونية “NSO”، بعد اتهامها بالتجسس واختراق هواتف صحافيين وحقوقيين في العالم العربي، بينهم مغاربة، منهم القيادي في جماعة العدل والإحسان، حسن بناجح، والحقوقي المعطي منجب، وآخرون. في هذا السياق، قال حسن بناجح، عضو الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، إنه تلقى، أول أمس، على هاتفه، إلى جانب عدد من الحقوقيين والمعارضين، منهم المعطي منجب وفؤاد عبدالمومني وعبداللطيف الحماموشي وعبدالواحد متوكل ومحمد حمداوي وأبو الشتاء مساعف، رسالة من إدارة “واتساب” تشعره بتعرض “هاتفي للتجسس عبر برامج مصدرها الشركة الإسرائيلية “NSO Group”. وتأتي هذه الخطوة من شركة “واتساب” بإقامة دعوى قضائية الثلاثاء الماضي ضد الشركة الإسرائيلية، لتعزز الخطوة التي قامت بها منظمة العفو الدولية (أمنستي)، التي تقاضي إسرائيل لإجبارها على وقف بيع برنامجها التجسسي Pegasus لدول، منها المغرب، تستعمله في مراقبة نشطاء حقوق الإنسان. وقال بناجح إن الرسالة التي تلقاها من “واتساب” “لم تضف إلا تأكيدا لما هو مؤكد ومفروغ منه في دولتنا البوليسية”، مؤكدا أنه “بهذا تضرب الدولة كل القوانين الداخلية والمواثيق الدولية التي تحمي الخصوصية”. وتشير تقارير إلى أن الشركة الإسرائيلية باعت برمجيات لدول عربية، منها المغرب والإمارات والبحرين والسعودية، بإرسال برمجيات خبيئة لنحو 1400 هاتف محمول، بغرض التجسس والمراقبة. وتعود تلك الهواتف إلى صحافيين وحقوقيين ودبلوماسيين وسياسيين معارضين. واعتبرت “واتساب” سلوك الشركة الإسرائيلية بأنه “خطير جدا”، لأنه “يضرب أسس الحرية، ويمس بالأمن الخاص للأشخاص بما قد يعرضهم للاعتقال”. مؤكدة أن الشركة الإسرائيلية “طورت برمجياتها الخبيثة حتى تتمكن من التسلل إلى رسائل واتصالات أخرى بعد فك شفراتها على هواتف بعينها”. وقالت في بيان “نعتقد أن هذا الهجوم استهدف على الأقل مئة من أعضاء المجتمع المدني، في انتهاك سافر”. وأعلنت أنها تسعى إلى استصدار أمر قضائي دائم بمنع شركة “إن إس أو” من الاستفادة من خدمتها. لكن الشركة الإسرائيلية تنفي الاتهام، وقالت في بيان “نرفض دعاوى اليوم وسنتصدى لها بكل حزم”، وأضافت “غرض شركتنا الوحيد هو تقديم تقنية لهيئات استخبارات وجهات إنفاذ قانون حكومية مرخّصة لمساعدتها في مكافحة الإرهاب والجريمة الخطيرة”. وتفيد تقارير أن عمليات الاختراق أو محاولات الاختراق حدثت بطريقة معقدة جدا، بحكم قوة الشفرة التي تعمل بها “واتساب”، علاوة على أن الاستهداف يكون مخصصا لكل فرد وليس بشكل جماعي. ونجحت إدارة “واتساب” خلال ماي الماضي برصد الثغرة وإصلاحها. ويبدو أنه قبل 2013، كانت أجهزة الاستخبارات، وخاصة العربية، تجد صعوبات في التجسس على مكالمات “واتساب”، خصوصا إبان ثورات 2011، لذلك لجأت إلى خدمات الشركة الصهيونية، التي تبيع برمجيات تمكن من قراءة رسائل ال”واتساب” بين النشطاء، أكثر من التنصت على الهواتف.