احتضنت الكلية متعددة التخصصات بمدينة خريبكة عشرات المحاضرات واللقاءات العلمية المختلفة التي أطرها ممثلون عن مؤسسات جامعية وإدارية واقتصادية حكومية وغير حكومية وطنية ودولية؛ وذلك ضمن ندوة علمية حول "سياسات تدبير الموارد الترابية وآفاق التنمية". وعرفت الندوة الدولية، المنظمة من طرف مختبر البحث في التدبير الترابي والتواصل والنمذجة، والكلية المتعددة التخصصات بخريبكة، مشاركة أساتذة وخبراء وباحثين ومسؤولين مغاربة وأجانب، من خلال تقديم محاضرات حول مجموعة من المحاور والمواضيع المسطرة من طرف المنظمين. سعيد الصغير، أستاذ باحث بالكلية المتعددة التخصصات بخريبكة بشعبة الجغرافيا، ورئيس اللجنة التنظيمية للندوة الدولية، أوضح أن "النشاط الثقافي يأتي في إطار محاولة لدراسة بعض العناصر التي من شأنها أن تدبر وتحافظ على الموارد الترابية بمختلف أنواعها الاقتصادية والطبيعية والمادية واللامادية...". وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الندوة الدولية عرفت دعوة أزيد من 80 باحثا في الميدان من داخل المغرب وخارجه، من أجل تنشيط الندوة التي اختيرت لها خمسة محاور تصب جميعها في موضوع "سياسات تدبير الموارد الترابية وآفاق التنمية". وقال سعيد الصغير إن أشغال الندوة تناولت مجموعة من المواضيع التي تندرج ضمن محاور "الاهتمام بتدبير الموارد البشرية والرأسمال المادي كرافعة للتنمية"، و"تدبير الموارد الطبيعية في علاقتها بالتنمية المستدامة"، و"المحافظة على الموارد الاقتصادية من أجل التنمية المستدامة"، "ودراسة تدبير الموارد انطلاقا من السياسات والمؤسسات"، و"التنمية انطلاقا من مقاربات ونماذج". وإلى جانب المحاضرات واللقاءات العلمية، اختار المنظمون ربط الندوة الدولية بتكريم بنعلي الكاسمي، أستاذ باحث بالكلية المتعددة التخصصات بمدينة خريبكة، والذي قال عنه الأستاذ سعيد الصغير إنه "أعطى الكثير للتعليم العالي والجامعة المغربية طيلة 32 سنة تقريبا من العمل". وأضاف رئيس اللجة التنظيمية للندوة الدولية إن "بنعلي الكاسمي عُرف في ثلاث جامعات مر منها بتفانيه في العمل وتضحياته وتواضعه وحبّه للعمل بجانب الطلبة، من خلال مساعدتهم والتقرب منهم والتعاون معهم شكل مميز، حيث كان يحاول دائما البحث عن السبل والإجراءات الكفيلة بمساعدة الطالب الجامعي، لذلك ارتأى مختبر البحث في التدبير الترابي والتواصل والنمذجة تكريمه وهو يحال على التقاعد بعد أشهر قليلة". وأوضح منظمو الندوة، في بلاغ حول الموضوع، أن "التظاهرة الدولية شكّلت فرصة لإثراء النقاش حول سياسات تدبير الموارد الترابية، وتبادل التجارب والخبرات المحلية والإقليمية والدولية"، مضيفين أن "عقد هذه الندوة يأتي على ضوء تعدد مقاربات استغلال الموارد الترابية؛ وتبعا لنوعية وحجم المقدرات، ذلك أن دراسات التجمعات البشرية والمقاربات المتنوعة قادت إلى تشييد نماذج تنموية محلية وإقليمية ودولية يتقاسم مختلف الفاعلين خلاصاتها في مناسبات المؤتمرات والندوات واللقاءات الرسمية والأكاديمية". وسعت أشغال هذه الندوة، يضيف المصدر ذاته، إلى "تسليط الضوء على أساليب تدبير الموارد البشرية في إطار التنمية البشرية"، و"إثارة انتباه عموم الفاعلين إلى حيوية الرأسمال اللامادي باقتراح أساليب تثمينه كرافعة للتنمية"، و"رصد واقع الموارد الطبيعية من حيث الوفرة والهشاشة"، و"تقييم مدى وقع أساليب تدبير المقدرات الطبيعية في تجاوز عوائق تحقيق التوازن"، و"اقتراح تدابير المحافظة على الموارد الاقتصادية من أجل تنمية مستدامة". ومن بين الأهداف الأخرى التي سعت الندوة الدولية إلى تحقيقها، حسب البلاغ، "بسط تجارب الماضي والحاضر والسياسات المتبعة في تدبير الموارد"، و"إبراز الأدوار المنوطة بالمؤسسات العمومية وشبه العمومية والجمعوية والأممية في تدبير الموارد"، و"تأطير النقاش العلمي حول قضايا التنمية من حيث المقاربات الفكرية والنماذج والتجارب الميدانية".