قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2494 حول قضية الصحراء المغربية انتصر للموقف المغربي وحافظ على مكتسباته بأولوية الحكم الذاتي. وفي قراءته لمضامين قرار مجلس الأمن، أبرز وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن القرار الدولي يحمل ثلاث رسائل أساسية: أولاها تكريس مسلسل "الموائد المستديرة التي أصبحت الإطار الوحيد للبحث عن حل لنزاع الصحراء الإقليمي". وأضاف الوزير بوريطة، في تصريح صحافي، اليوم الخميس، أن "صيغة المشاركة في "الموائد المستديرة" تفرض مشاركة جميع الفاعلين الحقيقيين في الملف، خاصة الجزائر بالنظر إلى مطالبتها بلعب دور على قدر مسؤوليتها في النزاع ككل". وأشار المسؤول الحكومي إلى أنة "يتعين على المشاركين الأربعة (المغرب والجزائر وموريتانيا والبوليساريو) من خلال الموائد المستديرة البحث عن حل سياسي واقعي قائم على التوافق لا غير"، وزاد أن هذه المقاربة التي كرسها اليوم مجلس الأمن "تبتعد عن السجال العقيم والحلول الوهمية والمقاربات المتجاوزة". ثانية الرسائل القوية التي حملها قرار مجلس الأمن الدولي، وفق ناصر بوريطة، هي تجديد ولاية بعثة "المينورسو" لسنة كاملة عوض ستة أشهر، مشيرا إلى أن هذا التمديد يؤكد من خلاله مجلس الأمن أن المسلسل يحتاج إلى نوع من الهدوء للوصول إلى الحل السياسي العملي. لكن للوصول إلى هذا الأمر، يُورد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، "يتعين وضوح الرؤية على المستوى الإقليمي لكي ينخرط جميع الفاعلين بشكل مسؤول وفي إطار الوضوح التام". أما الرسالة الثالثة، حسب المصدر ذاته، تأكيد قرار مجلس الأمن الدولي لوجاهة الموقف المغربي ومرتكزاته في إطار الدينامية الإيجابية التي يعرفها موقف المملكة على المستويين الإقليمي والدولي". ويشدد وزير الخارجية على أن قرار مجلس الأمن "حافظ على كل مكتسبات المغرب بأولية الحكم الذاتي، وبأن الحل السياسي لا يمكن أن يكون إلا عملي وقائم على التوافق، وبالتالي إبعاد كل الأوهام التي عاش عليها البعض لعقود طويلة". وتابع بوريطة، في تصريحه، أن قرار مجلس الأمن يُؤكد مطالب المغرب بخصوص إحصاء ساكنة تندوف، بالإضافة إلى أنه يحذر جبهة "البوليساريو" من أي استفزازات تمس بالمسلسل. وخلص المتحدث إلى أن مجلس الأمن الدولي تجاوب مع الموقف المغربي، من خلال إعادة تأكيده على المكتسبات المغربية التي كانت في القرارات السابقة وتعززت اليوم في القرار الحالي. وختم ناصر بوريطة تصريحه بأن قرار مجلس الأمن الدولي يأتي عشية احتفال المغرب بذكرى المسيرة الخضراء المظفرة وباسترجاع أقاليمه الجنوبية، "وهي مناسبة يجدد فيها المغرب عن تشبثه بالمسلسل الأممي لكن في إطار المرتكزات التي حددها الخطاب الملكي في 2015. وذكر بوريطة بأن "التوجيهات الملكية تؤكد أنه لا حل خارج مبادرة الحكم الذاتي وفي إطار سيادة المغرب الكاملة على ترابه ووحدته الوطنية، وثانيا لا مسلسل بدون مشاركة جميع الأطراف المعنية، وثالثا لا مشاورات خارج إطار مظلة الأممالمتحدة، ورابعا لا نقاش حول قضايا يتم استغلالها لأغراض لا علاقة لها بالمشكل الأساسي".