دون تردد تمضي الأحزاب المُشكلة لفيدرالية اليسار الديمقراطي صوب الاندماج في بوتقة تنظيم موحد، تسعى من ورائه إلى تحسين تموقعها داخل المشهد السياسي المغربي الذي يترقب بحذر الاستحقاق الانتخابي المُقبل؛ فبعد موافقة التنظيمات الحزبية، المتمثلة في الحزب الاشتراكي الموحد وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، على الاشتغال بطريقة موحدة، شرعت الهيئات سالفة الذكر في تشكيل لجنة تحضيرية تهمّ الإعداد للمؤتمر الاندماجي بالعاصمة الاقتصادية. وعقدت الهيئة المحلية لفيدرالية اليسار الديمقراطي اجتماعها الدوري، الذي تدارست فيه مختلف القضايا التنظيمية والبرامجية بالهيئة سالفة الذكر، بحيث قررت "مواصلة العمل بالحزم اللازم وأخذ المبادرة لتوسيع مجالات الاشتغال، مع إحداث الإطارات التنظيمية اللازمة لاستيعاب كل العمليات السياسية والتنظيمية"، يردف البيان الصادر عن الهيئة المحلية للفيدرالية بالبيضاء، الذي أشار إلى هدفها المتمثل في "بناء الحزب اليساري الكبير القادر على بلورة كل التراكمات النضالية في فعالية يسارية حاضنة لكل الطاقات المناضلة". تبعا لذلك، تقول نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، إن "فيدرالية اليسار الديمقراطي وضعت أجهزة تقريرية وتنفيذية ستبت في قرار الاندماج، بحيث تشتغل بكل حيوية طوال الفترة الماضية"، مشيرة إلى أن "هنالك برنامجا يخص جميع جهات المملكة وضعته الفيدرالية، والمناضلين في كل ربوع المملكة مطالبين بتنفيذه". وعن خطوة تشكيل اللجنة التحضيرية سالفة الذكر، التي أعلنت عنها الهيئة المحلية للفيدرالية بالعاصمة الاقتصادية، أضافت منيب أن "الرفاق مشكورين على المبادرة، بحيث يعكس ذلك تحمسهم لفكرة اندماج مكونات فيدرالية اليسار الديمقراطي؛ لكن البيان ليس له سند قانوني، لأن هنالك لجنة مكلفة بتتبع الأمر". وأوضحت الفاعلة اليسارية، في تصريح أدلت به لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "التنسيقيات المحلية في المدن ليس مخولا لها أن تحدد تاريخ انعقاد اللجنة وغير ذلك مما يتعلق باندماج أحزاب الفيدرالية"، مبرزة أن "اللجنة المعنية بذلك تشتغل بوتيرة مرتفعة على واجهات متعددة، بحيث سبق أن عقدنا ندوة سابقة، ويرتقب كذلك أن ننظم ندوة في المقبل من الأيام بشأن الموضوع ذاته"، مبرزة أن "الإعداد للاندماج له شروط سياسية وفكرية وتنظيمية مضبوطة؛ حتى نُنجح الفكرة".