في كل مرة تتقدم فيها مكونات فيدرالية اليسار الديمقراطي خطوةً نحو الاندماج، حتى تنفجر خلافات ل”الحد من هذا التقدم”، هذا ماحصل عقب إعلان الهيئة المحلية لفيدرالية اليسار بالدارالبيضاء عن قرار تشكيل لجنة تحضيرية للإعداد الأدبي والتنظيمي في أفق تنظيم مؤتمر محلي اندماجي بين الأحزاب الثلاثة. وبعد بلاغ الهيئة المحلية، خرج أحد أعضائها، أحمد الحبشي، المسؤول الجهوي في الحزب الاشتراكي الموحد بجهة الدارالبيضاءسطات، بتصريح يصف فيه قرار الذهاب نحو مؤتمر اندماجي ب”المتسرع” والغرض منه “إستفزاز” النقاش الداخلي وسط قيادة فيدرالية اليسار، وهو ما خلَّف ردود أفعال غاضبة لدى باقي المكونات، أبرزها قيادات حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي بالدارالبيضاء. وفي هذا السياق قال محمد باجاجا، عضو لجنة التنسيق للهيئة المحلية لفيدرالية اليسار الديمقراطي، في اتصال مع “الأول”، إن “قرار تشكيل اللجنة التحضيرية في أفق المؤتمر الاندماجي لأحزاب الفيدرالية بالدارالبيضاء قرار اتخذ على مستوى الهيئة بحضور جميع مكوناتها، وهو قرار غير متسرع”، مضيفا: “لقد تمت مناقشته داخل لجنة التنسيق التي تتضمن قيادات الأحزاب الثلاثة على المستوى المحلي، لمدة شهر قبل طرحه على الهيئة المحلية التي ناقشته يوم الجمعة الماضي وصادقت عليه”. وتابع باجاجا، “إن القرار يعبر عن نضج كبير من مناضلي الفيدرالية بالدارالبيضاء ورزانة سياسية ووعي عميق بضرورة الذهاب نحو الاندماج قبل المعركة الانتخابية سنة 2021، وتشكيل اللجنة التحضيرية فرصة كبيرة ومجال لفتح النقاش في النقاط العالقة سواءً المتعلقة بالشكل التنظيمي للحزب الجديد أو المرجعية الايديولوجية والفكرية وغيرها…”. وبخصوص تصريحات أكدت فيها نبيلة منيب عدم قانونية الهيئة المحلية للفيدرالية بالعاصمة الاقتصادية وأن الهيئة المحلية ليس لديها حق الحسم في مثل هذه القرارات دون الرجوع إلى الهياكل الوطنية للفيدرالية، قال باجاجا، “هناك قاعدة قانونية معروفة تقول لامخالفة إلا بنص قانوني، وبالتالي فإن قرارنا داخل الهيئة المحلية بخصوص اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاندماجي المحلي قرار لا يمنع قانون الفيدرالية لأنه ببساطة لم يتطرق إليه بالمرة، وقد كنا سباقين في الدارالبيضاء من خلال تأسيس لجان محلية في بنمسيك، والبرنوصي، والحي الحسني، وتمت مواجهتنا من قبل البعض بنفس المبرر لكن في الأخير تراجعوا بعد أن اكتشفوا أن قوانين الفيدرالية لا تمنع من ذلك”. واعتبر باجاجا، أن “قرار الهيئة المحلية لفيدرالية اليسار هو مشروع أرضية للإعداد العملي والقانوني والسياسي لخوض الانتخابات المقبلة، عوض الذهاب نحو هذه المعركة بشكل مرتجل وتأجيل الاندماج إلى أجل غير مسمى مما سيجعل عددا من الطاقات محلياً ووطنياً التي تراهن على مشروع الفيدرالية يتسلّل إليها اليأس”. وعلم “الأول”، أن قرار الهيئة المحلية لفيدارلية اليسار الديمقراطي، القاضي بتشكيل اللجنة التحضيرية والمضي قدماً نحو المؤتمر الاندماجي لم يَرُق الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، نبيلة منيب وقد مارست ضغطاً على قيادة الحزب في الدارالبيضاء للتراجع عن القرار بالرغم من أنهم كانوا جزءً منه وهو ما عجل بتصريح أحمد الحبشي، والذي اعتبره باقي أعضاء الهيئة “غير مقبول”.