خلص تقرير فرع المنارة مراكش للجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى رصد ما وصفه "بالعديد من الخروقات والاختلالات والتدابير التي عرفها الدخول المدرسي 20192020-"، وشكلت سدا منيعا أمام إعمال الحق في التعليم وتكافؤ الفرص، وتسهيل الولوج للمدرسة العمومية. وسجل التقرير ضعف التحسيس بحق الأطفال ذوي الإعاقة في التعليم والإدماج في الوسط المدرسي، وغياب شبه كلي لتكوين الأساتذة في هذا المجال، وأشار إلى تخلي الدولة عن مسؤوليتها في ضمان حق هذه الفئة في التعليم. وأوصى بجعل تعليم هؤلاء شأنا يهم مختلف المؤسسات، وأن تتحمل الدولة تكاليف ذلك، وتوفير مستلزمات العملية التعليمية، والربط بين قسم التربية الدامجة والمصالح الصحية وتلك المتعلقة بالإدماج الاجتماعي والدعم الاجتماعي. خصاص كبير في المدرسين والأطر الإدارية، واعتماد ما يسمى المواد المتآخية، وارتفاع نسبة الاكتظاظ في جميع أسلاك التعليم (41/ 48)، وضعف العرض المدرسي بالتعليم الثانوي التأهيلي، بمقاطعة المنارة وجماعة سعادة وجماعة السويهلة، ملاحظات أخرى تقوي الهدر المدرسي وتعيق استفادة العديد من التلاميذ من حقهم في التعليم، بحسب "AMDH". وأوضح التقرير نفسه أن "هجرة كبيرة للفتيات والفتيان المنحدرين من السويهلة والسعادة من ثانوية عودة السعدية وثانوية ابن يوسف سجلت خلال بداية الموسم الدراسي، لأنهم يفضلون التسجيل بثانويات بأحياء المسيرة واستعمال وسائل النقل رغم صعوبتها للعودة مساء إلى ديارهم على البقاء في القسم الداخلي، حيث امتهان الكرامة والاحتجاز منذ فترة الغذاء إلى العشاء داخل المراقد عبر إغلاق الجناح بالأقفال"، مستدلة على ذلك بانهيار أصاب بعضهن يوم 18 أكتوبر. وأوردت الجمعية الحقوقية أن "دوار ازكي وأحياءه رغم الكثافة السكانية المرتفعة محروم من ثانوية تأهيلية، ما جعل نسبة الهدر المدرسي ترتفع به، وبدل بناء ثانوية تأهيلية لاستقبال العدد الهائل للتلاميذ القاطنين بحي المسيرة الثالثة وأحياء تاركة وبعض الدواوير المجاورة، تم خلق أقسام للتعليم الثانوي التأهيلي بالثانوية الإعدادية مولاي رشيد". ولم يفت التقرير أن يشير إلى انتشار العديد من مظاهر عدم الاعتناء بالمدرسة العمومية، فإعدادية شوقي بباب لخميس غزت محيطها "جوطية" و"الفرّاشة" إلى درجة أن دورية للقوات المساعدة أصبحت شبه مستقرة بباب الإعدادية، والأمر نفسه بالنسبة لثانوية موسى ابن نصير ومدرسة علي ابن أبي طالب بسيدي يوسف بن على، وبجوار مدرسة برادي 2 باسكجور يوجد اسطبل للدواب، وهي محاطة بأتربة يتطاير غبارها. وأشارت الوثيقة نفسها إلى استمرار إقصاء تلاميذ شهادة التحضير للتقني العالي (B.T.S) بثانوية الحسن الثاني ومحمد السادس التقنية، بعد رفض تسجيل الراغبين في الإيواء والإطعام بالقسم الداخلي، نظرا لبعدهم عن المجال الحضري لمدينة مراكش. وأكد التنظيم الحقوقي أن "مؤسسات التعليم الخصوصي تماطل في تسليم شواهد المغادرة لأسر الذين انتقلوا للمؤسسات العمومية، والمدير الإقليمي يماطل في توقيع طلبات توجيه التلاميذ إلى التعليم العمومي بدعوى إيجاد مقعد شاغر، وتظل الأسر ضحية للتلاعب بين المديرية والتعليم الخاص"، بتعبير القرير. ومن المشاكل التي صاحبت الدخول المدرسي الحالي، بحسب التقرير عينه، النقص الكبير في سيارات النقل المدرسي، ف 12 سيارة المخصصة لمجموع المدارس المتواجدة بايت ايمور وسيد الشيخ والسويهلة غير كافية لنقل التلاميذ، وتحمل جمعيات الآباء مسؤولية ربط مكاتب الإدارة التربوية بشبكة الإنترنيت، وأداء فواتير الاستهلاك في غياب مؤسسة التربية والتكوين، وغياب حارس الأمن بأغلب المؤسسات التعليمية، مشاكل أخرى تعاني منها المؤسسات التعليمية. في المقابل، أوضح مولاي أحمد الكريمي، المدير الجهوي للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش أسفي، أن العرض المدرسي توسع بإحداث مؤسسات تعليمية، منها عشر مؤسسات في المستوى الابتدائي وأربع بالإعدادي ومثلها بالثانوي التأهيلي، وبإحداث 250 حجرة دراسية جديدة، وحجر أخرى متعلقة بالتعليم الأولي. وأشار الكريمي، ضمن تصريح لهسبريس، إلى أن الأكاديمية انتقلت من مؤشرات محددة إلى وضعية جد متقدمة، حيث تجاوزت نسبة التمدرس بالجهة 62% (عدد التلاميذ بلغ 1.031.985)، وتعمل على إنجاز ثماني مدارس جماعاتية على مستوى المجال القروي، مضيفا أن "البنية التعليمية تعززت ب 101 مؤسسة ابتدائية محتضنة لأقسام التربية الدامجة، ونسبة الأقسام المشتركة بلغت 23.22 من مجموع الأقسام". وقال الكريمي: "ستتعزز مقاطعة المنارة وجماعة سعادة بثانويتين، أما ما يطرح بخصوص النقل المدرسي فلا يتجاوز الحالات الفردية، لأن 51 ألف تلميذة وتلميذ ينتقلون بدون أدنى مشكل"، موردا أن "هذا القطاع عرف تطورا ومجهودا كبيرين، فإقليم السراغنة مثلا يتوفر على 150 مركبة، و122 بإقليم الحوز". وأبرز المتحدث ذاته أن الأكاديمية تمكنت من ربح تحدي الحد من ظاهرة الاكتظاظ (90٪ من أقسام الأول الابتدائي تضم أقل من 36 تلميذا). كما تم الحد من الأقسام المشتركة التي بلغ عددها خلال هذا الموسم 5538 قسما مشتركا على صعيد الجهة، وأصبحت تهم فقط أقساما من مستويين بنسبة 78%، وأخرى بثلاث مستويات بنسبة 22%، مؤكدا استفادة حوالي 250 ألف تلميذة وتلميذ من الإطعام المدرسي.