أوصى تقرير صادر عن وزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة بإعداد عرض سياحي جديد ومبتكر لما بعد سنة 2020، يراعي التحولات الاجتماعية والاقتصادية وآفاق السوق العالمية. التقرير الاقتصادي والمالي برسم سنة 2020 دعا إلى تصميم مخطط جديد لتنمية السياحة في السنوات المقبلة، عبر الأخذ بعين الاعتبار بروز سياحة كبار السن، خصوصاً أن عدد سكان العالم الأكبر سناً (60 فما فوق) سيزداد بنسبة 33 في المائة بين 2020 و2030. كما أوصى التقرير بالاهتمام السياحة المستدامة، إضافة إلى السياحة المُحافظة، واستحضار توسع الطبقة الوسطى وفئة الشباب في البلدان الناشئة، وذكر أن أداء قطاع السياحة في المغرب تعزز خلال العشرين سنة الماضية رغم إكراهات السياق العالمي في السنوات الأخيرة بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية والربيع العربي. واعتمد المغرب خلال هذه الفترة إستراتيجيتين، رؤية 2010 ورؤية 2020، وهو ما مكن من إحداث زخم استثماري قوي تجلى في ارتفاع الطاقة الاستيعابية للفنادق المصنفة بحوالي ثلاثة أضعاف منذ سنة 1999، لتصل إلى 270 ألف سرير سنة 2019. كما ارتفع عدد السياح الوافدين على المغرب إلى 12.3 ملايين برسم سنة 2018، وباتت المملكة الوجهة الإفريقية الأولى والثانية في العالم العربي بعد المملكة العربية السعودية. ويقول التقرير إنه رغم التقدم المحرز، إلا أن هناك تبايناً كبيراً في إنجازات القطاع والأهداف المحددة في رؤية 2020، إذ سجل عدد السياح عجزاً قدره 3.9 ملايين سائح مقارنة بالهدف المرحلي للرؤية، فيما بلغ العجز 45 ألف سرير بالنسبة للطاقة الاستيعابية للفنادق المصنفة. كما لم ينجح القطاع في تقليص تركيزه الجهوي، إذ لازالت مراكش تستقطب 30 في المائة وأكادير 16 في المائة؛ وهو ما حال دون انبثاق الوجهات الأخرى كالدار البيضاء التي تستقطب 8 في المائة وطنجة 5 في المائة، وفاس ب4 في المائة. وما يزيد من عدم تطور القطاع، حسب التقرير، محدودية التنسيق بين جميع الفاعلين، لاسيما على المستوى الجهوي، إضافة إلى مشكل القطاع غير المهيكل؛ ناهيك عن ضعف القروض الممنوحة للفنادق والمطاعم، والتي لا تتجاوز 2.5 في المائة من مجموع القروض. وجاءت ضمن توصيات الوزارة ضرورة جعل الجهات المنطلق الأساسي لرسم رؤية سياحية تتكيف مع موروثها الثقافي وإمكاناتها الوظيفية، بهدف خلق أقطاب سياحية متنوعة وتنافسية وتحقيق توزيع ترابي متوازن للسياحة الوطنية. كما تتوجب أيضاً على القطاع السياحي الاستفادة من الفرص التي تتيحها الثورة الرقمية بتشجيع الانخراط في المواقع الإلكترونية المتخصصة في الإيواء، وجعلها وسيلة لترويج العرض السياحي المحلي.