كشفت دراسة ميدانية أنجزت لحساب فيدرالية السياحة بالمغرب، التابعة للكنفدرالية العامة للمقاولات (CGEM)، تبعية واضحة لقطاع الخدمات السياحية الوطنية للتطبيقات الذكية الأجنبية. وخلصت الدراسة، التي أنجزها مكتب الدراسات التابع لمجموعة "إيميرجينك بيزنيس فاكتوري" (EBF)، إلى أن تطبيقات "بوكينغ" و"إير بي إن بي" تسيطر على ما يناهز 90% من الحجوزات التي يقوم بها السياح الأجانب الذين يفدون إلى المغرب قصد قضاء عطلهم السياحية. وقال توفيق أبو الضياء، رئيس مجموعة "إيميرجينك بيزنيس فاكتوري" (EBF)، إن الدراسة رصدت سيطرة هذه التطبيقات على حصة مهمة من مداخيل الوحدات السياحية المغربية، خاصة أن 56 في المائة من عمليات تسديد مبالغ ليالي المبيت بهذه الفنادق تتم عبر الإنترنيت. وأضاف أبو الضياء: "تحصل هذه التطبيقات الذكية الأجنبية على نسب تتراوح ما بين 20 و25 في المائة من الكلفة الإجمالية لليالي مبيت السياح الأجانب والمغاربة بهذه الوحدات السياحة، وهو ما يستدعي تكاثف مجهودات الفاعلين في المجال السياحي والخبراء في مجال الحلول الرقمية، من أجل إيجاد حلول بديلة لاستقطاب السياح الأجانب والمغاربة". ورصد الخبراء الذين سهروا على إعداد هذه الدراسة الإستراتيجية تخلفا واضحا على مستوى تحصيل وجمع بيانات زبائن هذه الوحدات السياحية، ومعالجتها وتوظيفها من أجل معاودة الاتصال بهم واقتراح عروض ترويجية وتخفيضات، لضمان ولائهم. كما رصد الخبراء ذاتهم، الذين قاموا بوضع إستراتيجية رقمية لإنعاش قطاع السياحة بالمغرب، بتعاون مع فيدرالية السياحة، وجود مجموعة من صور التخلف الرقمي، الذي يعيق تطور القطاع بشكل حقيقي. كما كشفت الدراسة، التي قال أبو الضياء إنها ثمرة الثقة التي وضعتها فيدرالية السياحة في مجموعة من الشباب المغربي العامل في المجال، عدم توفر أزيد من 43 في المائة من وكالات الأسفار على مواقع إلكترونية بشبكة الإنترنيت، إلى جانب غياب الابتكار في تصميم عروض مغرية وجذابة.