لا تتوقف محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي استباحة للمسجد الأقصى المبارك عبر مئات المستوطنين مستمدين الضوء الأخضر من حكومة الاحتلال، لأداء الطقوس والشعائر التلمودية بحماية شرطة الاحتلال بهدف تغيير الوضع "القانوني" فيه. وارتفعت وتيرة اقتحامات المستوطنين خلال المناسبات والأعياد اليهودية، إثر حملات التحريض المستمرة الذي تطلقها ما تسمى "جماعة الهيكل المزعوم" عبر حث المستوطنين على اقتحام الأقصى، فخلال أيام "عيد العرش" وحده، وبحسب دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس اقتحم أكثر من 2,700 مستوطن باحاته. يقول مدير المسجد الأقصى المبارك عمر الكسواني، إن الاقتحامات بحجة الأعياد اليهودية، تشعل فتيل الحرب الدينية، وما يمارسه الاحتلال ومستوطنوه استفزاز واضح، لن يثنينا عن التواجد الدائم والصلاة. ويضيف ما تقوم به حكومة الاحتلال هو جعل اقتحامات المستوطنين واقعا في "الأقصى" ومحيطه، محملا حكومة الاحتلال مسؤولية هذه الاقتحامات. ويؤكد "رغم التشديد والتضييق على حرية تنقل المقدسيين والمرابطين في الأقصى، إلا أنهم يقفون للدفاع على عروبة وإسلامية المسجد، ويشكلون خط الدفاع الأول عنه". من جهته، يشير المختص في الشأن الإسرائيلي خلدون البرغوثي، إلى أن هذه الاقتحامات تأتي في سياق ترسيخ سيطرة الاحتلال على "الأقصى"، استجابة لدعوات المستوطنين لتغيير الأمر الواقع الحالي، وبالتالي تقسيم زماني ومكاني ل "الأقصى". وعن زيادة وتيرة الاقتحامات في الأعياد والمناسبات اليهودية، يقول البرغوثي: "سابقا لم يكن يسمح للمستوطنين بأداء الشعائر والطقوس التلمودية داخل الأقصى، لكنهم باتوا اليوم يمارسونها بحماية من شرطة الاحتلال". من جانبه، يحذر وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية حسام أبو الرب، من التعدي السافر والتهويد بحق "الأقصى" وكافة الأماكن الدينية بكل مكان من فلسطين، التي يستبيحها المستوطنون بشكل عام خلال الأعياد اليهودية. ويقول أبو الرب "المقدسات الإسلامية خالصة للمسلمين وحدهم، ولا يحق لأحد التعدي عليها، واعتداءات الاحتلال المستمرة على أبناء شعبنا في القدس، وكافة الأماكن الدينية والإسلامية لن ترهبنا". *وفا