فاجأت مياه المحيط الأطلسي على مستوى عين السبع بالدار البيضاء البحَّارة والسلطات المحلية وعناصر الوقاية المدنية بلفظ جثة جديدة من ضحايا "فاجعة زناتة"، التي أودت بحياة العشرات من المواطنين غرقا قبل ثلاثة أسابيع. واهتزت المنطقة البحرية بعين السبع، صباح اليوم السبت، على لفظ البحر جثة شاب من الذين كانوا يحلمون بالعبور إلى الفردوس الأوروبي، حيث تم العثور عليها وهي مشوهة، يصعب من خلالها تحديد ملامح صاحبها. وفور توصلها بإخبارية من طرف الصيادين، حلت عناصر السلطة المحلية بالمنطقة، مرفوقة بعناصر الوقاية المدنية، وكذا عناصر الشرطة العلمية والتقنية، فيما جرى نقل الجثة إلى مستودع الأموات لإخضاعها للتشريح وتحديد هوية صاحبها من أجل الاتصال بأقاربه. وفي وقت اعتقد كثيرون أن عملية انتشال جثث الضحايا الذين لقوا مصرعهم في تحطم زورق مطاطي بعرض البحر قد انتهت، فإن لفظ البحر هذه الجثة يؤكد حسب متتبعين أن جثثا مازالت عالقة هناك، خصوصا بين الصخور البحرية. وبلغ عدد الشبان الذين لفظ البحر جثثهم إلى حدود اليوم السبت حوالي 22، غالبيتهم يتحدرون من إقليمقلعة السراغنة، وكانوا يحلمون بالوصول إلى الديار الأوروبية من أجل تحسين ظروفهم الاجتماعية. وكانت عائلات ضحايا فاجعة زناتة توافدت قبل أيام على الملحقة الإدارية لشاطئ النحلة، التابعة لعمالة عين السبع، حيث عملت على سحب شواهد الوفاة والتشطيب على أسماء المتوفين من كناش الحالة المدنية، بعدما كانت تأمل في هجرة فلذات أكبادها صوب الفردوس الأوروبي، والعودة بعد سنوات إلى دواويرهم وقد تغيرت وضعيتهم الاجتماعية نحو الأفضل. وقام أفراد عائلات الغرقى، بحضور بعض الفاعلين الجمعويين والنشطاء، بقراءة الفاتحة بشاطئ النحلة على أرواح الضحايا، قبل العودة إلى إقليمقلعة السراغنة وبأيديهم نسخ من شواهد وفاة أبنائهم الذين كانوا يحلمون بالوصول إلى أوروبا لتحسين ظروفهم المعيشية. وبلغ عدد الموقوفين من أفراد العصابة التي عملت على نقل هؤلاء الشباب في زورق مطاطي ثمانية أشخاص، أحيلوا جميعهم على قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، حيث سيتابعون بتهمة "تكوين شبكة إجرامية والاتجار بالبشر".