ما يزال تأخر صرف الأجور في آجالها القانونية والتعاقدية يؤزم الأوضاع داخل "أخبار اليوم"، فبعد الاعتصام الذي نفذه بعض العاملين، ليلة الثلاثاء-الأربعاء الأخيرة بمقر الجريدة، احتجاجا على تأخر الإدارة في صرف أجورهم لشهري غشت وشتنبر الماضيين، أعلن مدير النشر، يونس مسكين، أمس الأربعاء، في بلاغ توضيحي، التحاق المعتصمين صباح نفس اليوم بالعمل كل في وظيفته. وأوضح مسكين أن العمل انطلق بوتيرة وشكل طبيعيين؛ مؤكدا أن الإدارة كانت قد صرفت قبل هذا الشكل الاحتجاجي نصف أجرة شهر غشت، وأن التأخير بات يهم شهر شتنبر الماضي فقط. محمد حرودي، المنسق العام للجنة النقابية لمؤسسة "أخبار اليوم"، المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية للصحافة المغربية، علق، في تصريح لهسبريس، على البلاغ التوضيحي لمدير نشر "أخبار اليوم"، يونس مسكين، بالقول بأن ما جرى ليلة الثلاثاء- الأربعاء الأخيرة، "كان رد فعل عادي من المعتصمين، والذين لم يعودوا يطيقون تحمل الأوضاع الضاغطة عليهم بسبب تأخر مؤسسة "أخبار اليوم"، في صرف أجورهم كاملة في آجالها القانونية والتعاقدية". وأضاف المتحدث "سبق لنا كلجنة نقابية معية الزملاء في مكتب فرع الدارالبيضاء للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، أن نبهنا وحذرنا مرارا وتكرارا من خطورة صمت الإدارة عن ما تتسبب فيه منذ ما يزيد عن سنة ونصف السنة من أضرار، أثرت بشكل سلبي على الوضعية المادية والاجتماعية للعاملين "بأخبار اليوم"، من صحافيين وتقنيين ومدققين لغويين وإداريين وأعوان، مما أدخلهم في مشاكل لا نهاية لها تجاه تحملاتهم الأسرية، والتزاماتهم المادية من كراء ومصاريف التنقل وأقساط بنكية وغيرها". وزاد المسؤول النقابي ذاته "لقد بح صوتنا كنقابيين ونحن نطالب منذ تأسيس لجنتنا النقابية، في 22 من شهر نونبر 2018، بفتح الحوار واعتماد مقاربة تشاركية بين الطرفين، على قاعدة ثلاثية (القانون، والحقوق، والواجبات)، غير أن الإدارة رفضت الجلوس معنا للوصول إلى "بروتوكول" اتفاق ينهي حالة الاحتقان الآخذة في الاشتعال، لذلك كان من الطبيعي والعادي أن يعرف مقر الجريدة مؤخرا احتجاجات واعتصام لبعض العاملين، والتي قد تأخذ مستقبلا أشكالا أخرى، ردا على رفض إدارة مؤسسة "أخبار اليوم"، تدخل النقابة الوطنية للصحافة المغربية واللجنة النقابية للعاملين، في شؤون ضيعتها الخاصة"، كما سبق وأن وصفها بلاغ سابق للنقابة. وأردف المنسق العام للّجنة النقابة لمؤسسة "أخبار اليوم"، أن "التعامل البارد" كما وصفه، والذي تعامل به البلاغ التوضيحي لمدير النشر يونس مسكين مع قضية الأجور والأوضاع المادية والاجتماعية والمهنية الكارثية، التي يعيشها العاملون بالمؤسسة منذ أزيد من سنة ونصف، "برره مدير النشر، بالأزمة المالية التي تعيشها المؤسسة، والتي عجزت حتى الآن في إثبات صعوبة المقاولة كما تدعي"، يقول المسؤول النقابي ذاته. وفي مقابل ذلك، يوضح المنسق العام للجنة النقابية لمؤسسة "أخبار اليوم"، محمد حرودي، "تأكد من خلال نفس بلاغ مدير النشر بأخبار اليوم، مسؤولية الإدارة وتورطها في صرف أجورنا الشهرية عبر دفعتين، في مراجعة غير قانونية للأجر، وفي انتهاك صارخ لمدونة الشغل، ومقتضيات القوانين المنظمة لمهنة الصحافة، والعلاقة الأجرية التي تربطنا كعاملين مع "مؤسسة بوعشرين" والتي نشتغل بها. وشدد ذات المسؤول النقابي في الأخير على أن "تملص إدارة هذه المؤسسة من مسؤولياتها التعاقدية والاجتماعية، وصل حد المساس بالتزاماتها تجاه صناديق الضمان الاجتماعي والتغطية الصحية، في مقابل اقتطاعها لمساهمات العاملين من أجورهم الشهرية".