تعد السلفادور من المقاصد السياحية المتميزة في أمريكا الوسطى، إذ ينجذب السياح إليها بفضل تمتعها بمواقع ساحرة وأطلال المايا ومناظر طبيعية وبركانية خلابة وقهوة رائعة. وقال هيكتور أجيري إنه لا يتخيل الحياة بدون القهوة. وأضاف الشاب، البالغ من العمر 28 عاما: "أشرب القهوة منذ أن كان عمري عامين، وهنا يمكن إعطاء الأطفال زجاجات قهوة، وليس حليبا". واليوم يكسب هيكتور أجيري أمواله عن طريق مشروبات القهوة الساخنة في مزرعة "فارم إل كارمين إيستيت" على مرتفعات السلفادور. وعادة ما يقوم هيكتور أجيري باصطحاب السياح في مزرعته الواقعة على مقربة من موطنه أتاكو، ويعرض لهم الآلات وخطوط التجميع واختبارات الجودة؛ حيث تجلس النساء في تركيز تام على حبوب القهوة من أجل فصل النوعية الرديئة عن الحبوب الجيدة يدويا بواسطة كشافات النيون، وذلك من أجل أن يقدم هيكتور أجيري أفضل قهوة. قد يكون هناك كثيرٌ من الأشخاص تناولوا القهوة المستوردة من السلفادور، ولكن قليلٌ منهم شاهدوا هذا البلد الصغير الواقع في أمريكا الوسطى. وتوفر هذه الوجهة السياحية الاستثنائية ذات المساحة الصغيرة مجموعة متنوعة من المسارات السياحية غير المعتادة. وتعتبر أتاكو واحدة من أجمل القرى في البلاد، حيث تزدان الجدران بالعديد من الجداريات الملونة المعاصرة، وتكتسي الساحة المركزية بشجيرات الكركديه وتظهر بها كنيسة إنماكولادا كونسبسيون. ويزدهر النشاط السياحي في هذه القرية على غرار جميع أرجاء السلفادور، ويكثر هنا أيضا وجود متاجر الحرف اليدوية والمعارض الصغيرة وورش النسيج "كاسا دي لوس تيلاريس"، التي ترحب بالسياح على الدوام. سوتشيتوتو تعتبر بلدة سوتشيتوتو أكثر روعة وجاذبية من أتاكو وتقع في وسط البلاد، حيث تزهو واجهات المباني باللون البرتقالي والأزرق والأخضر، كما تنتشر الزهور في كل مكان وتدعو السياح إلى التقاط الصور البديعة. ويتجول السياح في سوتشيتوتو عبر الأزقة الضيقة المرصوفة بالحصى، ويشاهدون في أغلب الأحيان رسومات جدارية لطائر التوروجوز بجوار مداخل المنازل. وتسير الأمور بشكل طبيعي في العاصمة سان سلفادور؛ حيث يقاتل البائعة الجائلون في سبيل الحصول على قوت يومهم، ويعمل صانعو الأحذية في محلات صغيرة للغاية، وتمتد الأكشاك المنصوبة في الهواء الطلق حتى القصر الوطني والساحة الواقعة أمام الكاتدرائية. وفي سرداب هذه الكاتدرائية تم دفن أوسكار روميرو..وتشتهر هذه الكنيسة بنوافذها الزجاجية الملونة الحديثة. قرية المايا هناك الكثير من المباني في السلفادور التي تعرضت للثورات البركانية. وفي إحدى المرات غطت طبقات الرماد من بركان "لوما كالديرا" قرية المايا "جويا دي سيرين"، التي تعود إلى القرن السابع الميلادي، حتى إعادة اكتشافها مصادفة عام 1976. وقد تمكن سكان القرية من إنقاذ أنفسهم في الوقت المناسب. وعند زيارة موقع التراث العالمي الوحيد في السلفادور، فلا ينبغي للسياح توقع معابد المايا على غرار الموجودة في المكسيك وغواتيمالا؛ حيث أوضح المرشد السياحي ديونيسيو ميخا، البالغ من العمر 43 عاما، أن الطبقة الاجتماعية، التي عاشت في جويا دي سيرين كانت من الطبقة الفقيرة العاملة بالزراعة. وتعتبر منطقة "تازومال" من الشواهد الصغيرة على شعب المايا. وقد كانت هذه المنطقة مأهولة منذ أكثر من ألف عام، ولها تأثيرات ثقافية من المكسيك الحالية. ولكن من الأمور المزعجة هنا ظهور الطلاء الإسمنتي على مواد البناء الحقيقية من الصخور البركانية. ولم يسلم المذبح من هذه الإجراءات الخاطئة؛ حيث قرر عالم الآثار الأمريكي ستانلي بوجز خلال حقبة الأربعينيات من القرن المنصرم القيام بهذه الأعمال من أجل الحفاظ على الآثار، إلا أنه تم تنفيذها بصورة خاطئة. ويوفر المتحف المرفق بالموقع العديد من المعلومات عن الإله "إكسيبه توتيك". أعلى بركان يمكن للسياح في السلفادور الاستمتاع بزيارة البراكين؛ حيث يوجد ما يعرف باسم العملاق النائم بالقرب من العاصمة سان سلفادور. ومن أبرز الجولات السياحية في البلاد صعود جبل سانتا آنا، الذي يعتبر أعلى بركان في البلاد بارتفاع يصل إلى 2381 مترا. وتستغرق رحلة التجول من مركز الزوار في محمية "سيرو فيردي" حوالي ساعتين، وتمر عبر الغابات والشجيرات وفوق الصخور والجذور والحصى. وينعم السياح بإطلالة رائعة على حافة الفوهة.. وتمتد ألوان الصخور من الأسود إلى الأصفر الكبريتي، كما تبدو البحيرة باللون الأخضر الزمردي، وتطفو الأبخرة فوق المياه. وبعد رحلة الصعود يأخذ السياح قسطا من الراحة في استراحة الوادي مع تناول مشروبات القهوة القوية لشحن الطاقة مجددا. *د.ب.أ