يعرف عن نزار بركة، الذي عين وزيرا للاقتصاد والمالية في الحكومة الجديدة، وهو رجل اقتصاد وباحث جامعي تحول إلى عالم السياسة انخراطه وتفانيه وإتقانه لعمل يقوم به في مجال تخصصه. وجعله ذلك يتدرج في المناصب التي تولاها سواء كجامعي وباحث متخصص في الشؤون الاقتصادية أو كموظف كبير في قطاع المالية، قبل أن يصل إلى أعلى سلم وظيفي برتبة وزير في حكومة عباس الفاسي في 2007. أشرف نزار على عدد من الملفات ذات الصبغة الأفقية والاستراتيجية على مستوى المخططات والبرامج الحكومية، منها ما يتعلق بدعم القدرة الشرائية وسياسة الأسعار، والاقتصاد الاجتماعي، وكذا مباشرة مهمة السكرتارية الدائمة للجنة الوطنية لمناخ الأعمال، ورئاسة المغرب لمبادرة منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية حول الاستثمار الدولي بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط. ويعرف عن هذا الوزير الاستقلالي الشاب، الذي كان إطارا بوزارة المالية والخوصصة، أنه يشتغل بكفاءة عالية في التخطيط والتدبير الاقتصادي والاستراتيجي، كما يشهد له الجميع بتواصله مع الناس، حيث يقضي -حسب معارفه-معظم أوقات فراغه بمقر حزب الاستقلال ولا يتوانى في استقبال الناس، خصوصا الشباب، مما جعل البعض يعتبره رجل المهمات الدقيقة. و نزار بركة سليل أسرة سياسية عريقة، فهو حفيد الزعيم علال الفاسي ولد بمدينة الرباط سنة 1964 ، والتحق بعد حصوله على شهادة الباكالوريا سنة1981 ، بكلية الحقوق بجامعة محمد الخامس- أكدال، وهي الكلية التي تخرج منها المئات من كبار الساسة والشخصيات المغربية منذ الاستقلال وحتى الآن. وقد حصل على دبلوم الإجازة في الاقتصاد القياسي سنة1985، وعلى دبلوم الدراسات المعمقة في الاقتصاد من جامعة "إكس- مارسيليا3 " بفرنسا في سنة 1986 ، قبل أن ينال شهادة الدكتوراة في العلوم الاقتصادية من نفس الجامعة سنة 1992 . وبعد تجربة في مجال التدريس، بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة محمد الخامس أكدال على الخصوص، التحق بركة بوزارة المالية سنة1996، وتدرج في عدد من المناصب والمسؤوليات، من بينها رئيس مصلحة التوقعات المالية بمديرية الدراسات والتوقعات المالية، قبل أن يعين رئيسا لقسم السياسة الاقتصادية، ثم قسم التحليلات الماكرو- اقتصادية. وفي ما يخص مساره السياسي، التحق نزار بركة بصفوف حزب الاستقلال سنة1981 ، ثم تدرج في عدد من المسؤوليات داخل الهياكل القيادية للحزب، بدء من انتخابه عضوا بالمجلس الوطني سنة1989 ، ثم اللجنة المركزية سنة1998 ، قبل أن يصبح عضوا باللجنة التنفيذية للحزب منذ سنة2003 . وانتخب بركة سنة2005 نائبا لرئيس الأممية الديمقراطية الإفريقية لأحزاب الوسط، ثم أعيد انتخابه في شتنبر من سنة2007 لولاية ثانية. وعلى مستوى اللجان الثقافية والمهنية ومنظمات المجتمع المدني، ينشط نزار بركة داخل هياكل مجموعة من المنظمات والجمعيات الوطنية والدولية.وقد عينه الملك عضوا بلجنة ابن رشد لتقوية التعاون بين المغرب وإسبانيا في يناير 2005 ، كما ساهم في تقرير الخمسينية حول التنمية البشرية بالمغرب كعضو مجموعة العمل الموضوعاتية" النمو الاقتصادي والتنمية البشرية". وعين بركة عضوا بالمجلس الإداري لمجلس الأخلاقيات والقيم المنقولة سنة 2004 ، ثم المرصد الوطني للتنمية البشرية في يوليوز2006. وهو كذلك عضو مؤسس للرابطة المهنية للتفكير والتوجيه، وعضو المجلس الإداري للجمعية المغربية للعلوم الاقتصادية.