تسير ميسا كوندو، التي تزينت بارتداء قطعة واحدة مرسوم عليها مربعات وسترة سوداء في شوارع التسوق في ناجويا اليابانية، إلى جانب مئات آخرين من عشاق الكوسبلاي، الذين يتوقفون من حين لآخر لالتقاط الصور. والكوسبلاي هى اختصار لكلمتي CUSTOM PLAY بمعنى التنكر. وقالت كوندو، التي كانت تضع عُصابة على عينها اليمنى كجزء من تنكرها في شخصية ريكا تاكاناشي، وهي شخصية في فيلم "حب وشونيبيو واوهام اخرى" "عندما أكون متنكرة، أشعر أنني بحالة جيدة حقًا".وأضافت كوندو، التي حرصت على ارتداء ملابس التنكر منذ أكثر من ست سنوات"هذا الأمر يمنحني الشعور بالقوة". ومثل كوندو، يحتشد عدد متزايد من عشاق الكوسبلاي و معظمهم من النساء الشابات، في مثل هذه الأحداث في جميع أنحاء اليابان ، وهم يرتدون ملابس مستوحاة من الرسوم الكرتونية والأفلام، وألعاب الفيديو، والمسلسلات التلفزيونية، والكتب المصورة المفضلة لديهم. والمشاركة في هذه اللقاءات وسيلة لعشاق الكوسبلاي لتوسيع دائرة أصدقائهم ومعارفهم الذين لهم نفس الاهتمامات،إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي. وقالت كوندو: "أستمتع حقًا بمشاركة تجربتي كوني من عشاق الأفلام الكرتونية والتنكر مع الآخرين". ووافقت كوكوا، وهى عاشقة اخرى للكوسبلاي ترتدي زيًا كاشِفًا لجسدها، على رأي كوندو بأنها اكتسبت المزيد من الأصدقاء منذ أن بدأت في اعتناق الكوسبلاي قبل عامين. وأضافت كوكوا، التي كانت ترتدي ملابس شخصية تريش أونا في فيلم "جوجوز بازار ادفينتشر ، إنها تعشق الكتب المصورة وشخصيات الرسوم الكرتونية، وأنها تحب تقمص شخصيات من هذا القبيل. وتابعت "أشعر بسعادة غامرة عندما يمتدحني الناس وملابسي ". وذكرت كوكوا، التي لديها 10 قطع من الشعر المستعار للتنكر، إنها عادةً ما ترتدي ملابس ذكورية في فصل الشتاء؛ حيث يكون الطقس باردا جدًا مما يحول دون ارتداء ملابس كاشفة للجسم. وتابعت أن بعض الرجال يشعرون أنه يمكنهم الاقتراب منها كثيرا خلال فعاليات الكوسبلاي بسبب أزيائها القصيرة الكاشفة لجسمها، وتصف ذلك بانه ""أمر مخيف". وتعرضت الافلام الكرتونية اليابانية لانتقادات لأنها تجعل النساء تأتين بتصرفات ذات ايحاءات جنسية . وأمام مركز آيتشي للفنون، حيث أقيم المهرجان العالمي للكوسبلاي وقف مئات اليابانيين من عشاق الكوسبلاي لكي تلتقط صور لهم مجموعة من المصورين الهواة. واصطف عدد من المصورين لالتقاط صور لروري، التي كانت تضع على رأسها شعرا مستعار طويلا فضيا، وترتدي ثوبًا أرجوانيًا داكنًا. وقالت"اليوم أنا يوكينا،وهى شخصية في فيلم "بانج دريم".وأضافت "لم أكن مهتمة جدًا بمستحضرات التجميل (المكياج) من قبل. ومع ذلك، منذ أن بدأت أعشق الكوسبلاي ، اكتسبت المزيد من المعلومات عن مستحضرات التجميل وتقنياتها، وأهتم أكثر بما أبدو عليه من أجل أن أشبه شخصية معينة".وتعتبر نفسها خجولة إلى حد ما ، رغم أنها تقول هذه الأيام إنها تحب تصويرها أكثر من ذي قبل. وفي اليابان، حيث لا يتم التأكيد على أهمية تقدير الذات ، يشعر الشباب بالضغوط للمواءمة مع وجهة نظر الأغلبية. وقالت روري: "أشعر بالارتياح عندما أتقمص شخصية شخص آخر. أشعر أيضًا بالراحة عندما أشارك في فعالية للكوسبلاي تقام خارج مسقط رأسي حتى لا أشعر بالقلق عندما يراني شخص أعرفه". وقال أحد عشاق الكوسبلاي في الثلاثينيات من عمره: "العديد من عشاق الكوسبلاي من الانطوائيين، لكن عندما يتقمصون شخصية غير شخصيتهم، فإن تقمص شخصية من خلال ارتداء الأزياء يساعدهم على الانفتاح على الآخرين". ورفض الرجل، الذي كان يضع على عينيه نظارة شمسية كبيرة الحجم، ذكر اسمه لأنه مدير تنفيذي في إحدى الشركات، ولا يريد أن يعرف عملاؤه وموظفوه أنه من عشاق الكوسبلاي. وقال أنه يعشق الكوسبلاي لأنه يحبه وليس لأنه يريد أن يخفف من الضغوط التي يتعرض لها. وقال:"أنا أستمتع حقًا بكوني من عشاق الكوسبلاي وأتجول هنا وهناك مع أصدقاء من عشاقه". والكوسبلاي يحظى بشعبية، ليس فقط في اليابان، ولكن في العديد من البلدان الأخرى. وشارك في مهرجان الكوسبلاي العالمي الذي عقد في غشت 2019 حوالي 300 الف مشارك من جميع أنحاء العالم، وفقًا لمنظميه. *د. ب. أ