دخل الممرضون وتقنيو الصحة في اعتصام أمام مقر وزارة الصحة بالعاصمة الرباط، مرفوق بإضراب عن العمل في جميع المؤسسات الاستشفائية ما عدا المستعجلات وأقسام الإنعاش، اليوم الخميس وغدا الجمعة، مع مسيرة احتجاجية انطلاقا من وزارة الصحة في اتجاه الأمانة العامة للحكومة، بسبب إقدام وزارة الصحة على توقيف الحوار الاجتماعي مع النقابات القطاعية. الكربازي عبد الجبار، عضو المجلس الوطني لحركة الممرضين وتقنيي الصحة بالمغرب، قال في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "الممرضون وتقنيو الصحة أمهلوا وزارة الصحة شهرين، كفّوا فيهما عن خوض أي شكل احتجاجي، على أمل أن تستأنف الحوار مع النقابات القطاعية، إلا أنها أصرّت على موقفها بتجميد الحوار، ما حدا بنا إلى الاحتجاج". ورفع الممرضون وتقنيو الصحة المحتجون أمام الوزارة ستة مطالب رئيسية، الأول يتعلق بالإنصاف في التعويضات المتعلقة بالأخطار المهنية، برفع قيمتها من ألف وأربعمائة درهم إلى ثلاثة آلاف درهم. وأوضح الكربازي عبد الغفور أن الممرضين لا يطالبون بالمساواة مع الأطباء في تعويضات الأخطار المهنية، إذ تصل تعويضات الأطباء إلى 2800 درهم، وترتفع إلى 5000 درهم بعد اثنتي عشرة سنة من العمل، "مراعاة للميزانية"، على حد تعبيره، مضيفا: "نحن نطالب فقط بالإنصاف وليس المساواة". وأشار المتحدث ذاته إلى أن رفع التعويضات عن الأخطار المهنية، مثل العدوى والأشعة، إلى 3000 درهم، سيمكن الممرضين من نيل ستين في المائة مقارنة مع تعويضات الأطباء، مبرزا أن "هناك تجارب تعمل بهذا النظام، مثل العراق، في حين أن تجارب أخرى، كالجزائر وتونس وفرنسا وكندا، تساوي بين الأطباء والممرضين في التعويضات عن الأخطار المهنية". وجدد الممرضون وتقنيو الصحة المطالبة بإحداث الهيئة المنظمة لمهنتهم، بما يمكّن من تقديم خدمات علاجية، وقائية وتمريضية، في المستوى المطلوب للمواطنين. في هذا الإطار قال الكربازي عبد الغفور إن من لا يتوفر على الإجازة أو على دبلوم معادل للإجازة في العلوم التمريضية لا يجب أن يمارس مهنة التمريض، وزاد موضحا: "هذا هو المعمول به في جميع دول العالم، حيث لا بد لممارس مهنة التمريض أن يكون حاصلا على دبلوم عال في علوم التمريض". المطلب الآخر الذي دفع الممرضين وتقنيي الصحة إلى الاحتجاج يتعلق بمصنّف الكفاءات والمهن، الذي سيحدد مهمة الممرض، والأعمال المنوطة به، سواء في إطار العمل الخاص به أو تحت إشراف الطبيب، وبناء على وصفة طبية. كما طالب الممرضون وتقنيو الصحة بإدماج الخريجين المعطلين، فرغم أن عددهم سينخفض إلى سبعة آلاف، بعد توظيف ألفي ممرض من الناجحين في المباراة التي أجريت يوم الأحد الماضي، إلا أن عددهم سيرتفع مجددا إلى عشرة آلاف عاطل، بعد تخرج ثلاثة آلاف يدرسون حاليا، وفق إفادة الكربازي عبد الغفور. المتحدث ذاته قال إن قطاع الصحة بحاجة إلى توظيف جميع الممرضين العاطلين، حاليا، والذين سيلتحقون بهم، نظرا للخصاص الكبير الذي تعاني منه المنظومة الصحية على مستوى الموارد البشرية، مضيفا: "نحن بحاجة إلى توظيف هؤلاء العشرة آلاف ممرض، لكي يستفيد المواطن من خدمات جيدة، عوض أن يظل عرضة للاكتظاظ الذي تعيشه المستشفيات. كما أن أعطاب نظام الراميد التي دعا الملك إلى إصلاحها لا يمكن تداركها في ظل غياب الموارد البشرية".