"تظاهرنا من أجل أشهر الممرضون الورقة الحمراء في وجه أنس الدكالي، وزير الصحة. فبعد عدد من الإضرابات التي خاضوها خلال الشهرين الأخيرين، قرروا أخيرا العودة إلى الشارع اليوم السبت للاحتجاج على تجاهل وزارة الصحة لمطالبهم، والاقتطاع الذي طال أجورهم عن إضراب يوم 24 أبريل، معتبرين أن الاقتطاع هو رد فعل انتقامي للوزارة ضد احتجاجهم. الممرضون الذي خاضوا أمس إضرابا عاما بجميع مستشفيات المملكة باستثناء قسم المستعجلات، حسب نادية الدمناتي، المسؤولة عن لجنة الإعلام والتواصل باللجنة الوطنية للممرضات والممرضين، فإن احتجاجهم جاء من أجل المطالبة بحماية المهنة وتحصينها كباقي المهن، بالإضافة إلى المطالبة بالإنصاف في التعويض عن الأخطار المهنية، موضحة أن "الممرض هو الأكثر قربا من المريض، غير أنه يتقاضي كتعويض عن الخطر فقط 1400 درهم، بينما الطبيب الذي يتشارك مع الممرض في نفس الخطر يبتدئ التعويض عنده من 2800 إلى 7000 درهم". وتابعت الدمناتي في حديثها ل"اليوم24″، أن الملف المطلبي يتضمن أيضا مراجعة شروط الترقية والرفع من "الكوطا" لدى الممرضين المستفيدين من الترقية من 13 في المائة إلى 50 في المائة، وجعل الترقي على أساس 4 سنوات عوض 6 سنوات، تحفيزا للممرضين، كما شددت على أنه على الوزارة إدماج الممرضين العاطلين عن العمل لمواجهة الخصاص المهول في الأطر شبه الطبيبة، حيث تقول إن قسم المستعجلات لوحده يستقبل فيه ممرض أو ممرضان مئات المرضى في اليوم الواحد، ما يؤثر على جودة الخدمات المقدمة. القوانين أيضا تطالب اللجنة الوطنية للممرضين والممرضات بتعديلها، حيث شددت المتحدثة ذاتها على أنه يجب تحيين القوانين التنظيمية للتمريض التي لم تحين منذ 1960، حتى تتضح الأمور، خصوصا فيما يخص المحاسبة عن الأخطاء الطبية والتداخل بين أعمال الممرض والطبيب. اللجنة التي تدعمها النقابات الأكثر تمثيلية في احتجاجها، اعتبرت أن الخرجات الإعلامية لوزير الصحة داخل قبة البرلمان، هي "خرجات سياسوية مضللة، ليظهر للرأي العام أنه تم الاستجابة لمطالب الممرضين"، وذلك غير صحيح، تقول الدمناتي، داعية وزير الصحة للحوار الاجتماعي وإنصاف الممرضين. من جانبه، سبق أن أكد الدكالي في تصريح سابق له، أنه تم تحقيق المطلب الأساسي للممرضين المضربين، وذلك بإصدار مرسوم ينظم هيئة الممرضين وتقنيي الصحة، بالإضافة إلى استفادتهم من الترقي في السلم 10 و11، معتبرا أن باب الحوار مفتوح مع ممثلي الممرضين في النقابات، وليس في التنسيقيات التي تتحرك هنا وهناك على حد وصفه. وبالنسبة للدكالي، فإنه تمت الاستجابة لكافة مطالب الممرضين وأهمها الترقي والأقدمية، وأنه إذا كانت هناك مطالب أخرى، فباب الحوار مفتوح لها، وأضاف أنه تم تخصيص 3748 منصبا ماليا لتوظيف الممرضين، إضافة إلى اعتماد نظام الإجازة والماستر في تكوينهم. ويعرف قطاع الصحة غليانا غير مسبوق، حيث خرج أصحاب البذلة البيضاء من أطباء وممرضين وصيادلة للاحتجاج على الدكالي، ومطالبته بفتح الحوار في ملفهم المطلبي والاستجابة لمطالبهم "المشروعة".