قال محمد أوعلا لحتيت، والي أمن طنجة، إن المديرية العامة للأمن الوطني انتقلت من مرحلة المبادرة، في النسخة الأولى لأيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني التي نظمت بمدينة الدارالبيضاء، إلى مرحلة تثبيت هذه الثقافة في العمل الأمني في النسخة الثانية المنظمة بمدينة مراكش، موردا: "اليوم، بلغت المديرية العامة للأمن الوطني مرحلة متقدمة في مقاربتها التواصلية تتمثل في ترصيد تراكمات تجربة الأبواب المفتوحة، التي أضحت موعدا سنويا قارا للتواصل المؤسساتي مع المواطن". وأضاف الوالي خلال كلمته في افتتاح النسخة الثالثة من أيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني المنظمة بطنجة أن ثقافة الأيام المفتوحة "تجسيد لرؤية ملكية سامية، ونظر موفق سديد لمولانا المنصور بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، الذي يجعل من قضايا أمن رعاياه الأوفياء واحدة من مرتكزات سياسته الحكيمة والرشيدة، كما أن جنابه الشريف، أسماه الله وأعز أمره، أرسى دعائم مفهوم جديد ومتجدد للسلطة يجعلها في خدمة المواطن، دائمة الإصغاء لانتظاراته، ورافعة للتنمية والإقلاع الاقتصادي والاجتماعي". واعتبر لحتيت أنه "لمبعث للفخر والاعتزاز أن تحتضن عاصمة البوغاز فعاليات الدورة الثالثة لأيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني، على امتداد الأيام الخمسة المقبلة"، موردا أنها "مناسبة تفتح فيها مصالح الشرطة أبوابها لاستقبال عموم الزوار، مواطنين وأجانب، في تجسيد فعلي لمفهوم الشرطة المواطنة. تِلكُم الشرطة المنفتحة على محيطها، والقريبة مجاليا من المواطنين، والمجندة لخدمتهم، والمستجيبة لتطلعاتهم في مجال الأمن". وأضاف: "إنها أيضا مناسبة للتعبير عن الامتنان والعرفان لكل المؤسسات العمومية والخاصة التي ساهمت في تنظيم هذه التظاهرة ذات الأبعاد التواصلية. وهي المساهمة التي تُكرّس واقعيا مفهوم الإنتاج المشترك للأمن، الذي بقدر ما هو حق دستوري ومنفعة جماعية يستفيد منها الجميع، فإنه أيضا تكلفة جماعية ومشتركة يساهم الجميع في إرسائها والمحافظة عليها". ووجه المسؤول الأمني شكره لوالي جهة طنجةتطوانالحسيمة، "الذي واكب هذه التظاهرة شخصيا وساهم في مختلف محطات تنظيمها، كما أتوجه أيضا بخالص عبارات الشكر والامتنان لكل القطاعات العمومية، والهيئات المنتخبة، والمؤسسات البنكية، والمقاولات الخاصة، التي شاركت في تنزيل النسخة الثالثة من أيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني، في صورة متميزة، تعكس من جهة أولى جاهزية وعصرنة أمن المغاربة، وتجسد من جهة ثانية الدعم الذي توفره السلطات العمومية والقطاع الخاص لقضايا الأمن". وأبرز والي أمن طنجة أنه تم تصميم فضاء ملاباطا بمدينة طنجة، الذي يحتضن الدورة الثالثة لأيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني، بشكل يستوعب أكبر عدد ممكن من الوافدين والزوار، مواطنين وأجانب، وذلك في ظروف آمنة ومطبوعة بالجودة في الخدمات المقدمة. واسترسل قائلا: "قد تم توفير فضاءات للأطفال واليافعين، ومسار للتوعية بقانون السير والجولان، وأروقة للتعريف بجميع مهام وتخصصات الشرطة، مع استعراض تمارين محاكاة حول كيفية الاقتحام والتدخل لمواجهة التهديدات الإرهابية والجريمة المنظمة، وهي العروض التي ستقدمها الوحدات الخاصة التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وكذا المجموعة المركزية للأبحاث والتدخلات التابعة للأمن الوطني". "يتضمن فضاء التظاهرة أيضا، حلبة لتقديم عروض خيالة الأمن الوطني، التي تبرز دور الفرس في منظومة الخدمات الشرطية ببلادنا، علاوة على حلبة أخرى لاستعراض أحدث التقنيات التي تشتغل عليها الكلاب المدربة للشرطة، بما فيها تقنيات الكشف عن المواد المتفجرة والناسفة، والمواد المحظورة، وكذا العملات المهربة، وهي الكلاب المدربة التي أصبح الطلب الأمني متزايدا عليها لتأمين مختلف التظاهرات الكبرى وضمان أمن المنافذ الحدودية للمملكة"، يقول مسؤول الأمن. ووفاءً لروح أحد أبناء المؤسسة الأمنية، الذي كان مشرفا على المسابقة الفنية والأدبية المنجزة في إطار هذه التظاهرة قبل أن يُسلّم النفس لخالقها مند أسابيع قليلة، يقول الوالي، "فقد تمت تسمية قاعة الندوات داخل هذا الفضاء باسم الدكتور والعميد الإقليمي المتقاعد ميلودي حمدوشي، اعترافا بمناقبه العالية، وتفانيه في خدمة أمن الوطن والمواطنين، وتأبيناً لذكراه، مع تجديد الابتهالات والتضرعات إلى المولى جلت قدرته، بقلب ملؤه القنوت، بأن يسكنه فسيح جناته، وينشر عليه سحائب رحمته، وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدّم من جميل العمل لأسرة الأمن الوطني". وستخصص قاعة الندوات ميلودي حمدوشي لتقديم محاضرات في مواضيع موسومة بالراهنية، وتتقاطع مع قضايا الأمن، وذلك من قبيل استعراض الضمانات الحقوقية في الممارسة الأمنية، والتقطيع الحضري وعلاقته بقضايا الأمن العام، ورهانات التخليق والحكامة، وكذا التعريف بالخدمات التي ستقدمها البطاقة الوطنية في إصدارها الجديد...الخ. وعلى صعيد آخر، ستقدم الفرقة الموسيقية للأمن الوطني، وطلائع المتدربين بالمعهد الملكي للشرطة، عروضا حول المشي العسكري على إيقاع السلاح، وتداريب في رياضات الدفاع الذاتي، كما تم أيضا تخصيص فضاء فسيح للتعريف بذاكرة الشرطة، وتسليط الضوء على تاريخها التليد؛ إذ تم تصميم متحف لاستعراض لوازم شرطية قديمة، ومعدات أمنية تفوح بعبق التاريخ، فضلا عن استعراض مساطر ومحاضر قانونية تصدح بأريج الماضي، تعود لسنوات بداية القرن الماضي. ونوه محمد أوعلا لحتيت إلى أن المديرية العامة للأمن الوطني، من خلال هذا التصميم المندمج لفضاء التظاهرة، تراهن على استقبال أكبر عدد من الزوار، خاصة من اليافعين وتلاميذ المؤسسات التعليمية، وذلك للرفع من منسوب التربية على المواطنة، وتحصين الشباب والأطفال ضد بعض الظواهر غير المشروعة، خاصة الاستعمال المعيب للأنترنت، واستهلاك المخدرات، وشغب الملاعب، والنزوع نحو العنف الجسدي واللفظي، فضلا عن التربية السليمة على احترام قانون السير والجولان. وضمانا لمزيد من الإشعاع لهذه التظاهرة، ونقلها من عالمها الواقعي إلى العالم الافتراضي مُمثلا في وسائط الاتصال الجماهيري، فقد تم إطلاق تطبيق معلوماتي على الهواتف المحمولة خاص بأيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني، وكذا صفحة على موقع "فيبسوك"، وقناة على "يوتيوب"، وذلك لتمكين عموم المغاربة والأجانب من الاطلاع على أنشطة وفضاءات التظاهرة، باللغة العربية وكذا باللغات الثلاثة الأجنبية وهي الفرنسية والانجليزية والإسبانية. كما تم تخصيص فضاء خاص بالصحافة ووسائل الإعلام، تتوافر فيه معدات معلوماتية وآليات للربط بشبكة الأنترنت، وكذا تجهيز استوديو متكامل للتصوير والبث التلفزي، يسمح بإذاعة حلقات وأخبار بشكل مباشر من عين المكان، علاوة على توفير إمكانية الاتصال بالأنترنت عن طريق تقنية "WIFI" بالمجان لعموم الزوار، وهي المسألة المهمة التي ساهمت فيها شركة اتصالات المغرب.