كشف مدير ثانوية السعادة التأهيلية بمدينة القصر الكبير حيثيات استماع الشرطة إلى تلميذ تعمد الإساءة إلى النشيد الوطني، أثناء ترديده بشكل جماعي نهاية الأسبوع الماضي بالمؤسسة التي يتابع بها دراسته. وأوضح فؤاد عتو، مدير ثانوية السعادة، أن التلميذ اعترف وفق محضر الاستماع إليه من طرف الشرطة بتعمده تحريف النشيد الوطني، قبل أن يقدم اعتذاره عن الخطأ الذي ارتكبه، بحضور ولي أمره. واستغرب مدير المؤسسة "ركوب" جهات معروفة بمواقفها السياسية "الراديكالية" من أجل تحريف الواقعة وتقديمها في طابع مشوه إلى الرأي العام المحلي والوطني. وبخصوص حالة التلميذ أسامة حريق، أكد مدير المؤسسة، في توضيحات أدلى بها لهسبريس، أنه قام بتنبيهه وتحسيسه بضرورة احترام العلم والنشيد الوطني، "ورغم توجيهه إلى الجدارية المكتوب عليها النشيد الوطني فإنه تمادى في سلوكه متجاهلا كل التوجيهات والتنبيهات السالفة". وشدد المصدر ذاته على أن إدارة المؤسسة أكدت للتلميذ موضوع الجدل أن التمادي في تحريف كلمات النشيد الوطني يعرضه إلى المساءلة القانونية، "إذا لم يستحضر خطاب التوعية والتحسيس الذي ما فتئت تعتمده في كل مناسبة بخصوص رموز البلاد وثوابتها". وأردف مدير المؤسسة التعليمية بأن "استدعاء الشرطة للاستماع إلى التلميذ لم يكن بغرض الوشاية أو اعتماد المقاربة الزجرية، بل يدخل في صميم عملية التوعية والتحسيس بخطورة الإخلال بالاحترام الواجب للعلم والنشيد الوطني من الناحية القانونية؛ فضلا عن الجانب الأخلاقي"، وزاد: "والمؤسسة الأمنية شريك أساسي للمنظومة التربوية في عملية التحسيس والتوعية". وتابع المسؤول التربوي بأن "إدارة المؤسسة سبق أن تعاملت مع حالات من التلاميذ الذين لم ينضبطوا أثناء تحية العلم، وعملت على تنبيههم إلى ضرورة احترام العلم الوطني والنشيد الوطني"، وزاد أن هذا "التحسيس ساهم في انضباط مجموعة من التلاميذ، بعد اقتناعهم بأن الإخلال بالاحترام الواجب للعلم الوطني والنشيد الوطني فيه إخلال بالاحترام الواجب لرموز البلاد وثوابتها"، مضيفا أن عدم احترام النشيد الوطني "يعرض مرتكبيه إلى المساءلة القانونية، وهذا ما يدخل في صميم عملية التوعية والتحسيس التي يجب أن تستحضر فيها كل الجوانب". وأوضح فؤاد عتو: "نظرا للأهمية القصوى التي تكتسيها تحية العلم في المؤسسة فإن الإدارة تحرص دائما على أن تمر هذه الحصة في ظروف تليق بثوابت البلاد، ومن بين التدابير التي اتخذتها كتابة النشيد الوطني المغربي بخط واضح وبديع في مكان يسهل على التلاميذ قراءته خلال تحية العلم". وأكد المدير أن المقاربة التربوية بخصوص تحية العلم "يتم اعتمادها منذ بداية السنة، إذ حرصت إدارة المؤسسة على تحسيس وتوعية التلاميذ والتلميذات خلال حصص تحية العلم بمضمون النشيد الوطني، بشرح كلماته، وتوجيههم نحو الجدارية التي كتبت عليها بهدف أدائه بطريقة صحيحة". وختم المصدر توضيحه بالتأكيد أن إدارة المؤسسة "تعتبر أن المدرسة فضاء للتربية والتعلم وترسيخ قيم المواطنة والوطنية في نفوس الناشئة، ويؤسفها بشدة أن يتم كيل التهم المجانية دون تحري الدقة في المسار الذي اتخذته هذه الحالة".