قالت منظمة الصحة العالمية إنه منذ عام 2000، انخفض معدل وفيات الأطفال بمقدار النصف تقريباً، ووفيات الأمهات بأكثر من الثلث؛ ويعزى ذلك في الغالب إلى تحسين الوصول إلى خدمات صحية جيدة وبأسعار معقولة. لكن خبراءَ الصحة الأمميين حذروا، رغم ذلك، من أن العالم مازال يشهد "وفاة امرأة حامل أو وليدها مع مرور كل 11 ثانية"؛ فيما "أسباب الوفاة أثناء الولادة"، حسب قولهم، "يمكن الوقاية منها، إلى حد كبير". وقدم التقرير نبذة عن معدل الوفيات في الفئة أقل من سن الخامسة في المغرب، مشيرا إلى أنه سنة 1990 كانت تسجل 79 حالة وفاة من بين ألف حالة ولادة، لتنخفض إلى 22 حالة عام 2018. ويقدر بذلك تراجع معدل الوفيات في صفوف الأطفال ب4.5 في المائة. وأوضح التقرير أن نسبة الأطفال الذكور الذين فقدوا الحياة في المغرب أكثر ارتفاعا؛ ففي عام 1990 توفي 84 طفلا من بين ألف حالة ولادة، فيما عدد الإناث قدر ب74 حالة، لينخفض الرقم عام 2018 ويسجل 25 حالة وفاة في صفوف الذكور و20 حالة في صفوف الإناث. أما في ما يتعلق بمعدل وفيات الرضع فقد انتقل من 62 حالة وفاة عام 1990 إلى 19 حالة عام 2018. وفي ما يتعلق بالأطفال حديثي الولادة فقد انتقل عدد الوفيات من 36 إلى 14 حالة لكل ألف طفل. وبهذا انتقلت احتمالية الموت في صفوف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 و14 سنة من 10 حالات لكل ألف طفل إلى 3 حالات. وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غبريسيس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: "في البلدان التي توفر للجميع خدمات صحية آمنة وذات أسعار معقولة وعالية الجودة فإن النساء والرضع يبقون على قيد الحياة ويزدهرون.. هذه هي قوة التغطية الصحية الشاملة". وفي نداء مشترك يحث كل الدول على بذل المزيد من الجهد لتوفير رعاية طبية أفضل للجميع، قدمت منظمة الصحة العالمية ومنظمة "يونيسف" عدة طرق كفيلة بالمساعدة في حماية 2.8 ملايين امرأة حامل وأطفالهن حديثي الولادة ممن يواجهون خطر الموت كل عام. وتتصدى توصيات المنظمتين للمشاكل العاجلة والعامة، مثل ضمان حصول القابلات على المياه لغسل أيديهن، أو مساعدة الفتيات اليافعات على البقاء في المدرسة لفترة أطول، إذ تقل فرصهن في الحمل. بالإضافة إلى ذلك، تقول وكالتا الأممالمتحدة إنه ينبغي العمل على أن تحصل المجتمعات على الأدوية زهيدة التكلفة، مثل "أملاح الإماهة الفموية" المستخدمة لعلاج الإسهال، و"اللقاحات الرخيصة" لوقف مرض السل على سبيل المثال.