من بين كل ألف ولادة جديدة في المغرب حوالي 47 طفلا يلقون حتفهم قبل بلوغهم الخامسة من عمرهم، موزعين بين 26 حالة وفاة في صفوف الذكور، مقابل 21 حالة في صفوف الإناث. المعطيات كشف عنها تقرير ثلاثي مشترك بين منظمة الأممالمتحدة للطفولة اليونسيف ومنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي. وبرغم الانخفاض الذي سجله المغرب على مستوى عدد وفيات الرضع بنسبة 23 في المائة، فإن الرقم لايزال مرتفعا مقارنة مع المعدل العالمي، إذ سجل 16 ألف حالة وفاة سنة 2017، مقابل 58 ألف حالة سنة 1990، موزعة بين 84 حالة وفاة في صفوف الذكور و75 في صفوف الإناث. وأظهرت نتائج الدراسة الحديثة، التي رصدت عدد وفيات الرضع والأطفال في بقاع العالم، أن رقم وفيات الرضع في المغرب انتقل من 46 ألف حالة سنة 1990، إلى 14 ألف حالة سنة 2017 . وورد في المصدر ذاته أنه كلما تقدم الطفل في السن تقلصت نسبة الوفاة، إذ تبلغ نسبة وفاة الأطفال البالغين بين الخامسة و14 ربيعا في المملكة، 1.2 من كل 1000 طفل، في وقت كان يصل فيه هذا الرقم إلى 10.5 من كل ألف طفل قبل ثلاثين سنة. وعزت منظمة الأممالمتحدة للطفولة “اليونسيف” الوفيات المسجلة في صفوف الرضع والأطفال عبر العالم إلى أسباب عديدة تكمن، أساسا، في المضاعفات أثناء الولادة والالتهاب الرئوي والإسهال والملاريا، فضلا عن غياب جودة الخدمات الصحية ونقص في المياه والتغذية السليمة، والتي ترتفع نسبتها بشكل كبير في دول جنوب آسيا وإفريقيا جنوب الصحراء. التقرير أشار، أيضا، إلى عامل آخر يساهم بشكل مهم في وفاة الرضع حديثي الولادة قبل إكمالهم 28 يوما من حياتهم، فكلما كانت الأم صغيرة السن، كلما كان الرضيع معرضا للوفاة بشكل أكبر. وورد في الدراسة الأممية أن الرضع الذين ولدوا من أمهات تقل أعمارهن عن 20 سنة، معرضون للوفاة أكثر من أولئك الذين ولدوا من أمهات تتراوح أعمارهن بين 20 و29 ربيعا. على المستوى العالمي أبرز التقرير أن 6.3 ملايين طفل دون سن 15، توفوا العام المنصرم، بمعدل طفل كل 5 ثواني تزهق روحه. وفي حال لم تتخذ الإجراءات اللازمة، فإن 56 مليون طفل نصفهم حديثي الولادة سيفقدون حياتهم حتى سنة 2030، بحسب ما أكده لورنس تشاندي، مدير قسم البيانات والبحث والسياسات في “يونيسف”، مشيرا إلى إمكانية تقليص الرقم عبر توفير الأدوية والمياه النظيفة والتيار الكهربائي واللقاحات. في سياق متصل، سبق لقضية ارتفاع وفيات الرضع والخدج في المركز الاستشفائي الجامعي في الرباط، أن أثار سجالا واسعا وصل إلى قبة البرلمان عبر مساءلة وزير الصحة، ومطالبة الوزارة الوصية عن القطاع بالكشف عن نتائج تحقيق أنجز حول تقارير إعلامية أشارت إلى ارتفاع معدلات وفيات الرضع في أحد أكبر مستشفيات المغرب إلى 196 حالة سنة 2017، مقابل 147 حالة سنة 2016، بزيادة قدرت ب 33.33 في المائة.