من الصواريخ المضادّة للطائرات إلى قنابل نفّاثة، تمضي القوات المسلحة الملكية في اقتناء الأسلحة الأمريكية للدّفاع عن سماءِ المملكة، في إطار تجديد عدته وعتاده العسكريين بأقوى ما استجد في تكنولوجيا الحروب، خاصة مع تمادِي الجماعات الإرهابية المتشدّدة في تهديداتها للأمن الإقليمي في منطقة السّاحل الإفريقي. وحصلَ المغرب مؤخرا على 400 قاذف صواريخ مضاد للدّروع من طراز "M220A2" قاذفات "TOW" وأزيد من 2400 من صواريخ التردد اللاسلكي"TOW2A"، بالإضافة إلى 28 من صواريخ تردد الراديو "TOW2A" و400 صاروخ قاذفات نظام لاستهداف المحسن "ITAS". كما اقتنتِ القوات المسلحة الملكية مجموعة ذخائر وقنابل ذكية خاصة بطائرات "F16" بقيمة إجمالية تناهز 209 ملايين دولار، من أبرزها 5810 قنابل من نوع "MK82-1" و300 قنبلة من نوع "MK84-4" و2000 قنبلة مليئة بالمتفجرات من نوع "IB". ويطمحُ المغرب، أيضا، إلى اقتناء نظام الصواريخ باتريوت الذي يمثّل نظاما دفاعيا صاروخيا أرض-متوسط المدى، مصمّما لمواجهة جميع التهديدات الجوية، سواء كانت عبر الطائرات المقاتلة أو بدون طيار، صواريخ باليستية أو حتى صواريخ طوف. ويرى الشرقاوي الروداني، الخبير في الشؤون العسكرية، أنّ "جميع الأسلحة الأمريكية التي يود استيرادها المغرب لها علاقة بالتهديدات المحتملة على الأراضي المغربية؛ خاصة من الجماعات الإسلامية المتشدّدة الإرهابية التي باتت تعتمد على طائرات من دون طيار أو "درون". ويتوقّف الخبير العسكري عند اعتماد هذه الجماعات المتطرفة على طائرات درون التي أصبحت من أحدث وسائل الحرب المتطورة لتمتعها بقدرات فائقة تمكنها من استهداف المواقع العسكرية بدقة وإحداث الفوضى". وفي هذا المنحى، يشير الروداني إلى أن المغرب يحاول بجميع الإمكانات العسكرية واللوجستيكية مواجهة أيّ اختراقٍ للأجواء المغربية؛ مردفاً أنّ "اقتناء الطائرات والصّواريخ المضادة في هذه الظّرفية سيساعد في فهم وتدبير المعارك المقبلة من خلال مجموعة من التّكتيكات العسكرية المختلفة". وزاد المتخصص في الصفقات العسكرية: "المغرب حليف إستراتيجي لأمريكا ويعتبر شريكاً في محاربة الإرهاب، حيث إنّ مجموعة من القيادات في وزارة الدّفاع (البنتاغون) والخارجية الأمريكية زارت المغرب أخيراً ووقفوا عند مكانته خاصة في ظلّ التحولات الإقليمية على مستوى السّاحل الإفريقي وغرب حوض بحر الأبيض المتوسط والوضع المضطرب في ليبيا". وأكمل الخبير: "المغرب له شراكة متنوعة في اقتناء الأسلحة؛ وهي شراكة ذات أهمية بالغة، خاصة أن الأسلحة الأمريكية معروفة بمميزاتها الفنية وقدراتها القتالية، خصوصاً تلك التي تصنع في عملاق صناعة الطائرات "لوكهيد مارتن"، التي صنعت طائرات"F16"، والتي يتوفر سلاح الجو المغربي عليها. كما توقف الروداني عند مناورات الأسد الإفريقي، التي "مكنت الضّباط المغاربة من الاطلاع على خبرة الأمريكيين وتعاملهم مع الأسلحة الثّقيلة والتكتيكات الحربية التي تميّز الجيش الأمريكي".