قاطع عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة التنمية، الجمع العام التأسيسي ل"مؤسسة عبد الكريم الخطيب للفكر والدراسات"، بسبب دعوته من قبل سعد الدين العثماني في آخر لحظة ل"تأثيث المشهد"، وعدم علمه مسبقا بالموضوع، وفق ما ذكرته مصادر من ال"PJD". وكان الجمع العام التأسيسي ل"مؤسسة الخطيب"، المنعقد مساء الجمعة بالرباط، صادق على مشروع القانون الأساسي للمؤسسة بالأغلبية. كما صوت الجمع العام على لحسن الداودي لشغل مهمة النائب الأول لرئيس المؤسسة، سعد الدين العثماني، وعلى عمر الخطيب نائبا ثانيا للرئيس. وبعد الرسائل التي وجهها بنكيران إلى العثماني من خلال مقاطعته الجمع العام التأسيسي، والذي وجه إليه الملك محمد السادس رسالة بمناسبة إحداث مؤسسة الخطيب، وصف بلال التليدي، القيادي في حزب العدالة والتنمية، طريقة انعقاد الجمع العام ب"المهزلة"، وب"المسرحية العبثية". وقال عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية: "لقد دعيت من قبل قيادة الحزب لحضور اللقاء التأسيسي لمؤسسة الدكتور الخطيب للدراسات بصفتي عضوا مؤسسا. تساءلت أولا ما المعنى من هذه الصفة؟ فأنا لم أحضر أي لقاء تحضيري، وليست لدي أي وثيقة أو ورقة حول هذه المؤسسة، ولم يبعث لي على البريد الإلكتروني شيء يدلني على هوية المؤسسة وأهدافها ومبادئها". واحتج التليدي على ترؤس العثماني لمؤسسة الخطيب قائلاً: "تساءلت ومن الرئيس؟ قيل لي الأمين العام، قلت: كيف يتم حسم الرئيس قبل أن تتم المصادقة على القانون الأساسي؟"، مشيرا إلى أن اللقاء الذي حضره كان "مهزلة لا تليق بشخصية الدكتور الخطيب، ولا تناسب المعاني الكبيرة التي تضمنتها الرسالة الملكية الموجهة إلى هذا الاجتماع التأسيسي". وعبر التليدي، في "تدوينة" على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، عن احتجاجه على "كولسة" قيادة الحزب لإخراج مؤسسة الخطيب بعيدا عن مناقشة القانون الأساسي، وزاد: "القانون الأساسي لم يناقش، أسماء متوافق عليها سلفا، تعديل القانون الأساسي مرتين بعد المصادقة عليه، اقتراح أسماء، كثير منها لا علاقة لها بالبحث العلمي". وتابع المتحدث بأن عملية تأسيس مؤسسة الخطيب جرت عن طريق "توافقات وترضيات كما ولو كان الأمر عبارة عن تقسيم غنائم"، مردفا: "مهاترات ومجاملات، وتصفية حسابات ضيقة تحت الحزام.. صوت من صوت، وانتهت الحفلة". وأورد بلال التليدي أنه لم يصوت لا تأييدا ولا معارضة ولا امتناعا على "المهزلة"، مضيفا: "أصبحت أشعر حقيقة بأني في حزب تغيرت علي ملامحه التي كنت أعرفها؛ ولذلك أعترف بأني أخطأت لما قررت الحضور، فأنا لا أقبل المشاركة في مسرحية عبثية، ولا أقبل أن يكون اسمي ضمن لائحة الأعضاء المؤسسين". وختم التليدي موقفه بدعوته قيادة حزب العدالة والتنمية إلى حذف اسمه من لائحة الأعضاء المؤسسين، موردا: "لن أبارك عملا ينتسب للبحث العلمي من هذا القبيل ما دمت في الحياة".