نظمت الشبيبة الاتحادية بتطوان، الجمعة، وقفة احتجاجية أمام مقر بلدية المدينة، للتنديد بسياسة المجلس البلدي، واصفة إياها "بالسياسة المحكومة بنزعة الهروب إلى الأمام، واللامبالاة"، رافعة شعارات تنتقد ابتعاد المجلس عن اهتمامات الساكنة وانتظاراتها، وعدم تفاعله مع مشاكل الشباب وتطلعاته. الهيئة ذاتها أصدرت بيانا، في وقت سابق للوقفة، توصلت هسبريس بنسخة منه، نددت فيه بتجاهل المجلس البلدي لتطوان لمعاناة الشبيبة التطوانية، وحملته مسؤولية تفاقمها، "ما جعل منها شبيبة يائسة، تختار الانتحار والهجرة حلولا، كجواب عن غياب حلول المجلس الجماعي"، وفق تعبير البيان. واعتبر البيان أن جماعة تطوان ساهمت بشكل مباشر في الركود الاقتصادي بالمدينة، "عبر التدبير الفاشل"، بحسب وصفه، مشيرا إلى أن ذلك ساهم في تزايد حدة ظاهرتي الانتحار والهجرة بالمدينة، مستنكرا الصمت المطلق لأعضائه تجاههما، داعيا إلى تشكيل جبهة شبيبية "لمقاومة ارتجالية المجلس الجماعي"، ووضع مخطط عاجل لإنقاذ المدينة. واتهم فادي الوكيلي، الكاتب الإقليمي للشبيبة الاتحادية بتطوان، رئيس جماعة تطوان بتغييب رؤية استراتيجية واضحة للشباب، ورؤية دقيقة للوضع الاقتصادي والاجتماعي بالمدينة، "وهو الوضع الذي أدى إلى تفاقم ظاهرتين خطيرتين، هما الانتحار الذي أصبح اعتياديا بالمدينة، والهجرة التي أصبحت أملا يلقي بشبابنا بعرض البحر"، يقول مسؤول الشبيبة. وردا على مضمون البيان، قال محمد إداعمر، رئيس جماعة تطوان، في تصريح لهسبريس، "لقد تفاعلنا مع البيان، وفهمناه، حيث قمت مباشرة بعد الدورة الاستثنائية اليوم بالاجتماع بمجموعة من المنتخبين وموظفي الجماعة لمناقشة ما يمكننا القيام به، تفاعلا مع الخطاب الملكي الأخير". واعتبر المسؤول المنتخب أنه من الضروري خلق فضاءات للتواصل مع الشباب وملامسة انتظاراته من المنتخبين، "وهذا دورنا، لأن دور الجماعة لا يقتصر على خدمات النظافة والإنارة وتدبير المرافق، بل عليها تبني هموم الساكنة، والتعاون معها لإيجاد الحلول الملائمة للإشكالات، في إطار صلاحياتها"، بحسب تعبيره. وأضاف المتحدث ذاته قائلا: "بغض النظر عن تفاصيل البيان، والصيغة التي حرر بها، فإن جوهره العام يكشف حيوية الشباب، ووعيهم"، مشيرا إلى أن الإشكالات التي تعرفها تطوان تعتبر جزءا من الإشكالات التي تشهدها بقية مدن المغرب، وأبرزها التشغيل، والركود الاقتصادي، ونقص الديناميكية التنموية، "ما يواكبه إحباطات وانزواءات الأشخاص، وهو واقع معاش لا يمكن التنكر له"، يقول رئيس جماعة تطوان. وشدد إداعمر على "ضرورة نهج نموذج تنموي ينخرط فيه الشباب الحامل للشواهد، وناقصي المؤهلات، وذوي الاحتياجات الخاصة"، لتحقيق إقلاع اقتصادي ناجع، تفعيلا للخطاب الملكي في المناسبات الأخيرة، من أجل تجاوز كل المعيقات.