أصبح اليوم في مغربنا الحبيب إجماع وطني حول فشل المدرسة العمومية . و في هذا الباب نطقت الصحافة و الطبقة السياسية و المجتمع المدني و المحللين الاجتماعيين........ حتى عامة الناس لم يعد لهم أدنى شك في أن المدرسة العمومية لا و لن يعول عليها إلا ............ . "" و هناك من يقول بأن السبب في ذلك يعود إلى دراسة محكمة و مهندسة من طرف جهات داخلية و خارجية . و أصحاب هذا الرأي يرون أن المسلسل انطلق منذ ستينيات القرن العشرين – الذي عشنا فيه عيشة الدبانة فالبطانة – و قد واجهت هذا المسلسل مظاهرات شعبية كانت أبرزها أحداث 23 مارس 1965 م . و بعدها جاء التعريب و قد ظهرت المكيدة جليا عندما اكتشف المغاربة أن من طالب و من دافع عن سياسة التعريب هم من استفاد أبناؤهم من التعليم بمدارس البعثة الفرنسية . وهناك تحاليل كثيرة . ورغم ذلك تبقى قضية التعليم جد معقدة . إلا أن هناك موقف آخر و الذي يرى أن سبب تدهور المستوى التعليمي ببلادنا يعود بالأساس إلى تدني مستوى رجل التعليم . فأصحاب هذا الرأي تجدهم يقارنون بين معلم الأمس و معلم اليوم فأول ما يعيبونه عن هذا الأخير هو هندامه و ثاني شيء هو مستواه المعرفي . متناسين أن هذا المعلم في أخر المطاف هو نتاج لهذه المدرسة العمومية . بالنسبة لأصحاب هذا الرأي فالمعلم عليه أن يكون معصوما من الخطأ ممنوعا عليه أن يكتب | المعانات بالتاء المبسوطة بدلا عن الثاء المربوطة | و لو كان سبب الخطأ لوحة مفاتيح حاسوبه . متأثرين بالمقولة المشهورة ....... كاد أن يكون رسولا . فأصحاب هذا الرأي لازالوا يؤمنون ببداغوجية المحتوى التي تعتقد أن المعلم مالك للمعرفة و العلم و دوره هو تلقين ما في جبته للمتعلم . جاهلين أن البيداغوجية قطعت أشواطا فلم يعد المعلم هو من يملك العلم و المعرفة بل أصبح دوره ينحصر في تسهيل التعلم أي هو صلة وصل بين المعرفة و المتعلم . وأصحاب هذا الرأي أي الذين يرون أن تدني المستوى التعليمي يعود بالأساس لرجل التعليم . نظرا لتدني مستواه التعليمي أو نظرا لكثرة تغيبه و كثرة مرضه و إدلائه بشواهد طبية إلى غير ذلك . هم كثيرون ليس فقط من العامة بل و حتى من المنتسبين للقطاع و بالخصوص البوليس التربوي و الذي تجد أغلبهم و ليس كلهم حتى لا نظلم الشرفاء منهم يقولون " مصلحة التلميذ قبل مصلحة المعلم جاهلين أنه لا يمكن أن نتكلم عن مصلحة التلميذ بدون أن نتكلم عن مصلحة المعلم . أقول لهم الآن و بكل صراحة راجعوا أوراقكم " إن الكعلم هو أضعف حلقة في السلسلة فلا تحكروا عليه هناك حلقات أخرى منها أنتم الذين تريدون أن تجعلوا منه جفافا تجففوا به نتانتكم.