"لمّا بلغتُ التّاسعة أخذتني أمّي للعملِ في أحد المنازلِ. كان والدي آنذاك مريضًا. خرجتُ من البيت لمساعدة أمّي على رعاية أخواتي الصّغيرات. لم يكن لديّ خيارٌ آخر سوى مغادرة البيت للحصولِ على المال"، تسردُ فاطمة، طالبة جامعية ومستفيدة من برنامج "فرصة للجميع". ومشروع "فرصة للجميع" أطلقته منظمة "يونيسف" وتدعمه سفارة كندا في المغرب، يركز على ثلاثة مكونات أساسية، هي تعزيز جودة التربية في التعليم الثانوي الإعدادي، ومحاربة الهدر والانقطاع الدراسي، وتعزيز فرص التعلم والتكوين. فاطمة، التي قدمت من إقليمشيشاوة، واحدة من المستفيدات من برنامج "فرصة للجميع"، بعدما استفادت من إدماج تعليمي ساهم في تطوير قدراتها التعليمية، إذ تستعدّ اليوم لإتمام دراستها الجامعية، بعدما كانت ترى في هذه الخطوة مجرّد حلمٍ بعيد التّحقق. ويهدفُ المشروع الذي تلقى في مرحلته الأولى دعما من سفارة كندا في المغرب إلى تطوير نموذج مدرسة "الفرصة الثانية"..الجيل الجديد ذو جودة لفائدة اليافعين والشباب، قائم على نموذج تربوي من شأنه أن يعزز لديهم فرص التعلم والتكوين والمكتسبات الأساسية والمهارات الحياتية. وشدّدت جيوفانا باريرس، ممثلة "يونسيف" بالمغرب، في ندوة نظّمت صباح اليوم بالرباط لتقديم نتائج البرنامج، على دعمها هذا المشروع، الذي يروم توفير الفرص لليافعين والشباب الأكثر هشاشة، لرفع تحدي البطالة، من خلال تطوير كفاياتهم ومعارفهم وفتح الفرص. وأضافت المسؤولة في المنظمة العالمية، في تصريح لجريدة هسبريس، أنّ "البرنامج السّابق كان مثالاً جيداً للعمل الجماعي، وقد تم تحقيق نتائج مهمة ساعدت في إدماج الشّباب المغربي في الحياة المهنية"، مشيرة إلى أنّ "البرنامج استفاد من شراكة عالمية جديدة تهدف إلى ضمان حصول كل شاب على التعليم أو التدريب أو فرص العمل في أفق عام 2030". وأوردت جيوفانا أنّ "فرصة للجميع" ساهم في الاستجابة لمتطلبات المتزايدة للشّباب المغربي في التعلم والاندماج في الحياة الوظيفية، قبل أن تشكر "جميع الشركاء في الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني المغربية والبحث العلمي والإعلام والتعاون الدولي الذين استثمروا لتحقيق هذه التجربة الجميلة". وقالت جيوفانا: "المشروع سيستمر في المرحلة الثانية، وسيستمر التزامنا تجاه شركائنا حتى يتمكن كل طفل وكل شاب من الاستفادة من الفرص نفسها لتحقيق إمكاناته الكاملة". من جانبه، قال باتريك لوميو، القائم بالأعمال في سفارة كندا بالمغرب، إن "كندا تفخر بدعمها للمشروع، الذي سمح للعديد من الشباب المغاربة بإعادة تأهيل أنفسهم وتعزيز مهاراتهم في الوصول إلى عالم الشّغل". وعبّر المسؤول الكندي عن امتنانه للعمل الذي تقوم به "يونيسيف" لضمان تنفيذ هذا المشروع، "خاصة في ظروف صعبة وحساسة"؛ كما عبّر عن امتنانه للدور الكبير الذي تقوم به المؤسّسات الحكومية المغربية، في مقدمتها وزارة التربية الوطنية، في نجاح وتنفيذ هذا المشروع، وزاد: "هذا المشروع جزء من برنامج التعاون الثنائي لكندا الذي يدرك أن تمكين النساء والفتيات هو النهج الأكثر فعالية للحد من الفقر وبناء عالم مزدهر وسليم". وعبّر المسؤول الكندي عن آماله في أن "يستمر البرنامج في تقديم المساعدة للشّباب المغربي العاطل حتى يندمج بيسر في المجتمع ويحقق ذاته واستقلاليته"، مضيفاً أنّ "هذا المشروع حقّق عددًا من الإنجازات، كما فتح العديد من المشاريع الواعدة التي تحتاج إلى تعزيز واستدامة". واسترسل الدبلوماسي ذاته: "يسعدنا أن المرحلة الثانية قد بدأت بدعم من المملكة المتحدة، ونتمنى أن تعرف على الأقل نفس النجاح الذي حققته المرحلة الأولية".