اعتقلت عناصر أمنية بسيدي سليمان الأستاذة المتعاقدة "ص-و"، من فوج 2017، على خلفية ما زعم أنها مشاركتها في احتجاجات الأساتذة المتدربين سنة 2016 بكل من القنيطرة والرباط. ووفق الفاعل التربوي عبد الوهاب السحيمي فإن الأستاذة المعتقلة لما كانت طالبة في القنيطرة بجامعة ابن طفيل، كانت تتضامن مع الأساتذة المتدربين في معركتهم النضالية، المتعلقة بإلغاء المرسومين القاضيين بفصل التكوين عن التوظيف وتقزيم المنحة، وتسجل حضورها بشكل دائم ولافت للانتباه، وقيل حينها إن الجهات المعنية قررت تلفيق تهمة التحريض على الاحتجاج لها، لكنها لم تعتقل في تلك الفترة، بل أُجل الأمر إلى غاية أمس الإثنين"، على حد قوله. وتابع السحيمي، في تصريح لهسبريس، بأن "مياها كثيرة مرت تحت الجسر، إلى أن أصبحت تلك الطالبة أستاذة فرض عليها التعاقد فوج 2017، وتنتمي إلى "التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد"، وتقوم بمجهود جبار من داخلها عبر الحشد والتعبئة للمحطات النضالية، ويمكن اعتبارها "دينامو التنسيقية"؛ وأمسٍ لما قصدت المحكمة الابتدائية للحصول على السجل العدلي بسيدي سليمان، اقتيدت مباشرة بشكل تعسفي إلى مقر الأمن، بتهم غالبا ما ستكون لها صلة بالتحريض على الاحتجاجات وتعطيل مرفق عمومي، وغيرها من التهم الجاهزة"، وفق تعبيره. وزاد الفاعل التربوي نفسه: "هذا الاعتقال بمثابة انتقام من الأستاذة. وفي تقديري الشخصي هذه أساليب لا يكون لها أي أثر على تطور أي حراك، بل تؤجج الأوضاع أكثر. هؤلاء الأساتذة اليوم لا يطالبون إلا بالحوار، ولن يثنيهم هذا الاعتقال عن مواصلة احتجاجهم إلى حين تحقيق مطلبهم، المتعلق بالإدماج في أسلاك الوظيفة العمومية". وخلف خبر اعتقال الأستاذة موجة غضب في صفوف نساء ورجال التعليم، وتحول معه موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" إلى فضاء لإعلان التضامن معها والمطالبة بالإفراج عنها.