يشكل المركز الوطني لأحياء الماء وتربية الأسماك، الذي يوجد مقره بمدينة أزرو بإقليم إفران، قاطرة لتثمين تربية الأسماك على الصعيد الوطني، عبر اعتماد تقنية استزراع الأسماك، سواء المحلية أو المستوردة من الخارج. وأحدث المركز الوطني لأحياء الماء وتربية الأسماك بأزرو، التابع للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، سنة 1982، "وهو في الحقيقة امتداد لمحطة تربية الأسماك في أزرو التي أنشئت سنة 1924"، كما يوضح ذلك محمد صديق رئيس المركز، الذي أشار لهسبريس إلى أن "الفضل يعود إلى هذه المؤسسة العمومية في إدخال سمك التروتة القزحية للمغرب بهدف الرفع من التنوع البيولوجي، والمحافظة على التروتة النهرية التي كانت تتعرض لضغط كبير من لدن الصيادين بمناطق الأطلس المتوسط". "في سنة 1956، جرى تدشين محطة رأس الماء لتربية الأسماك التي تبعد بستة كيلومترات عن مدينة أزرو، بهدف ضمان الرفع من إنتاج سمك التروتة القزحية"، يوضح محمد صديق. وأضاف رئيس المركز سالف الذكر أنه، بالموازاة مع هذه العملية، تم اقتناء العديد من الأراضي المجاورة للعيون بإقليم إفران لإحداث مسطحات مائية لتنويع مسارات الصيد الرياضي والسياحي لأسماك المياه القارية. متحدث هسبريس أكد أن محطة رأس الماء تخضع حاليا لإعادة التهيئة قصد ملاءمتها مع التغيرات المناخية حتى تحافظ على دورها في احتضان أسماك التروتة القزحية التي تم جلبها من فرنسا، كاشفا أن هذه المحطة تنتج سنويا حوالي مليوني سمكة تروتة قزحية. ووفق المتحدث ذاته، فإن نصف هذا العدد يخصص "لتطعيم الأوساط المائية المصنفة من أجل تمكين الصيادين من ممارسة هوايتهم التي تشكل هوية للمنطقة، والنصف الآخر يتم الإبقاء عليها في الأحواض والمفرخات التابعة لمحطة رأس الماء والمركز الوطني لأحياء الماء بأزرو". المسؤول عن المركز الوطني لأحياء الماء وتربية الأسماك بأزرو أكد، خلال حديثه مع هسبريس، أن المركز يهدف من خلال نشاطه إلى تنويع مصادر البروتينات السمكية الموجهة للمستهلك المغربي عبر إدراج عدد من الأصناف السمكية الجيدة الأخرى ضمن اهتماماته، "والتي ستشكل في المستقبل رافعة لخلق دينامية وزخم لقطاع الصيد التجاري بحقينات السدود". وفضلا عن الدور الذي يلعبه المركز في الحفاظ على الثروة السمكية المستوطنة في مياه المغرب، يقول محمد صديق إن المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر تعمل على تشجيع إحداث تعاونيات لتربية الأسماك عبر الأقفاص العائمة بسدود المملكة، لما لذلك من دور مهم في خلق فرص الشغل للساكنة القروية، مبرزا أن المركز كان سباقا لتمكين القطاع الخاص بالمغرب من تقنيات تربية الأسماك والتحكم فيها لأجل لتسويقها لفائدة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، أو بيعها مباشرة للمستهلك. وأورد صديق أن مركز أحياء الماء وتربية الأسماك بأزرو يتوفر على محطة أخرى لتربية الأسماك تتمثل في محطة الدروة ضواحي بني ملال، والتي تعنى بتربية أسماك المياه الدافئة؛ منها الشبوط الفضي والعشبي، والذي قال متحدث الجريدة إنه صنف سمكي يلعب دورا بيئيا مهما في تخاصب مياه السدود والرفع من جودتها لأغراض إنتاج الماء الشروب. يذكر أن المركز الوطني لأحياء الماء وتربية الأسماك ومحطة تربية الأسماك رأس الماء يعدان من أبرز المزارات السياحية بإقليم إفران، حيث يستقطبان آلاف الزوار سنويا، خصوصا من أطفال المخيمات الصيفية.