بمشاركة قرابة أربعين فاعلا مدنيا من إقليم تنغير، قطعت قافلة تكوينية بيجهوية على مدى ثمانية أيام ما يربو عن 4000 كلم ذهابا وإيابا من إقليم تنغير صوب الداخلة، عبر تارودانت وأكادير وطانطانوالعيون، حيث انطلقت القافلة صباح الأحد 18 غشت الماضي، بغية "تكوين وكلاء التنمية والحكامة المحلية، وذلك في إطار مشروع يهدف إلى تعزيز التعاون الجمعوي البيجهوي، وتبادل الخبرات باعتباره رافعة مدعمة للإبداع المجتمعي"، بتعبير بيان في الموضوع توصلت هسبريس به. القافلة التكوينية البيجهوية نظمت من قبل مرصد دادس للتنمية والحكامة الجيدة، وذلك بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم تنغير وبشراكة مع المجلس الجماعي لبومالن دادس، وانتقلت عبر خمس جهات في المملكة، بغية تجاوز ما أسماه منظموها ب "طريقة التكوينات العادية إلى تكوين مركز وعملي تطبيقي". القافلة والمخيم التكويني حملا شعار "تبادل التجارب رافعة للإبداع المجتمعي" من أجل تحقيق مجموعة من الأهداف المتنوعة، على رأسها "الانفتاح على التجارب والخبرات المتمايزة، وكذا تثمين ما يتميز به المجتمع المدني الواحي من خصائص وخصوصيات، بما يخدم الترويج الترابي للمنطقة، خاصة أن القافلة تعرف مشاركة تعاونيات تعمل في إنتاج وترويج المنتوجات المجالية"، يورد البيان عينه. المحطة الأولى للقافلة كانت بين أحضان الجمعية المغربية لقرى الأطفال المسعفين بأكادير (SOS village agadir)، يوم 19 غشت الماضي، لتحط الرحال بمدينة طانطان التي شهدت عرض تجارب بعض التعاونيات التي شاركت في مجموعة من المعارض المحلية والوطنية والدولية، لتكون الوجهة بعدها العيون التي تضمنت تنظيم ورشات تكوينية مكثفة في مجال إعداد العرائض وتعبئة الموارد المالية وأساسيات العمل التعاوني. في هذا الصدد، يقول أحمد زرير، مشارك في القافلة باحث في التراث: "خلال هذا المخيم التكويني تمت دراسة ومناقشة اختلاف المجالات الترابية التي مرت بها القافلة ومميزات كل مجال، وكذلك المؤهلات التي تتوفر عليها على جميع المستويات، طبيعيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا، حيث ينتشر في هذه المناطق نمط الترحال، إلى جانب التحديث العمراني وتأهيل البنيات التحتية العمرانية والطرقية والخدماتية بشكل جلي". هشام نجيم، فاعل جمعوي من أيت سدرات الجبل السفلى أحد المشاركين في هذه الورشة التكوينية، أعرب عن امتنانه للمشاركة في "هذه القافلة التكوينية التي تعرف تكوينا مكثفا حول تقديم العرائض والملتمسات من طرف المواطنين"، مؤكدا أن "تقديم العرائض فرصة ثمينة وثورة حقيقة على مستوى تفعيل الديمقراطية التشاركية وتصحيح العلاقة التي تربط الدولة بالمجتمع، والتي تعتبر من المقومات الأساسية لدستور المملكة ومكسبا دستوريا للمغاربة يجب استثماره". يشار إلى أن مرصد دادس للتنمية والحكامة الجيدة، الذي تأسس بتاريخ 14 دجنبر 2016، قد باشر منذ تأسيسه إعداد مجموعة من الملفات التي عمل على إيصالها إلى الفاعلين في التنمية محليا وإقليميا ووطنيا. وقد نشر المرصد العديد من التقارير المتنوعة، من بينها تقرير حول المطارح وما تسببه من مشاكل بيئية على ضفاف نهر دادس وامكون منابع واد درعة، وملف حول المخلفات المنجمية لمنجم تيويت وما آلت إليه الأوضاع البيئية والسكانية المحيطة به، في سياق ترافعه حول الوضع البيئي بالمجال الواحي والجبلي، إضافة إلى ملف حول بعض المشاكل البيئية التي ترتبط بمشكل التطهير السائل بواحة دادس وتودغى وامكون.