احتضنت جامعة محمد السادس لعلوم الصحة بالدار البيضاء، مساء السبت، لقاء خاصا بتشجيع الابتكار في المجال الصحي، شارك فيه مجموعة من الباحثين الشباب المغاربة، ضمنهم مقيمون في الخارج وخصوصا في سويسرا. وعرف اللقاء المنظم بشراكة بين الجامعة وجمعية الأطر المغربية بسويسرا، تقديم عدد من الأطر والباحثين المغاربة ابتكارات تدخل في خدمة المجال الصحي من شأنها أن تساهم في مساعدة المرضى والمستشفيات وتسهل الاستشفاء من بعض الأمراض. وقال شكيب النجاري، رئيس جامعة محمد السادس لعلوم الصحة بالدار البيضاء، إن هذا اللقاء يروم "دراسة المشاريع المبتكرة في ميدان الصحة وإيجاد حلول في المجال"، مشيرا إلى أن هؤلاء المشاركين سيقدمون تجاربهم وخبراتهم حول الابتكار في قطاع الصحة. وأضاف المتحدث أن الهدف من هذا اللقاء ليس "هو اللقاء في حد ذاته، وإنما إحداث شراكات واتفاقيات في مجال الابتكار، وإحداث علاقات وصل بين الجامعة والمؤسسات العمومية وغيرها، حتى تترجمها هذه الأفكار إلى مشاريع حقيقية تخدم الابتكار في ميدان الصحة". وأوضح النجاري أن الجامعة تتوفر على مركز للابتكار "هو مشتل للمشاريع المبتكرة في مجال الصحة، حيث يقدم الطلبة مشاريعهم وابتكاراتهم في المجال التي لها أهمية وقيمة كبرى للمرضى والمستشفيات"، مبرزا أن "الابتكار يعد من القيم الأساسية بالجامعة؛ إذ منذ نشأتها تراهن عليه، ونود أن يكون كل الطلبة لهم إحساس بهذه القيمة". من جهته، قال هشام جسوس، رئيس جمعية الأطر المغاربة بسويسرا، إن هذا اللقاء يسعى إلى تقديم الابتكارات التي يقوم بها الخبراء المغاربة في ميدان الصحة، والتي من شأنها أن تعزز المجال وتساعد المرضى في حياتهم. وتحدثت لمياء حسني، مسؤولة مختبر بجامعة محمد السادس بوليتكنيك بابن جرير، عن أهمية الابتكار في المجال الصحي، لافتة إلى أن هذه اللقاءات من شأنها أن تخلق مجالا للمختصين في ميدان الابتكار للتفكير بشكل جماعي في الإمكانيات التي يمكن أن تسهل الحياة لدى الآخرين، خصوصا في العالم القروي. وأوضحت المتحدثة أن مختبر الابتكارات الطبية بجامعة محمد السادس بوليتكنيك بابن جرير "مهمته الخاصة هي خلق خدمات جديدة لسكان العالم القروي يمكن أن تكون لها علاقة بالتربية والصحة مع وسائل النقل والتنقل". أما زينب أكومي، التي قدمت مشروعا طبيا يخص غير القادرين على المشي، فقد أكدت أنها تشتغل على هذا المشروع منذ سنوات من أجل مساعدة هؤلاء على تحقيق رغبتهم في الحركة وتجاوز صعوبات المشي. ولفتت المتحدثة إلى أن "هذا المشروع الذي انطلق منذ أربع سنوات تمكنا من خلاله من ابتكار آلة تساعد الأشخاص على المشي بطريقة أوتوماتيكية"، مشددة على أن فكرة ابتكار هذه الآلة جاءت انطلاقا من معاينتها لحالة جدتها التي سبق لها التعرض لإصابة جعلتها غير قادرة على المشي. وأوضحت أكومي أنها زارت مستشفيات عدة لبحث إمكانية مساعدة جدتها غير أنها لم تجد حلا، ما دفعها لبدء المشروع مع طبيب فرنسي مختص في الترويض. وأكدت الشابة ذاتها أنها تطمح إلى إدخال هذه الآلة إلى المغرب من أجل مساعدة المغاربة الذين يعانون من صعوبات في المشي، مضيفة أنها بدأت مع أحد الموزعين دراسة إمكانية توزيع الآلة بالمستشفيات المغربية لتسهيل المشي لدى الأشخاص غير القادرين على ذلك.